- الهوان على وجهين:
أحدهما: تذلل الإنسان في نفسه لما لا يلحق به غضاضة، فيمدح به نحو قوله: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا( [الفرقان/63] ونحو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (المؤمن هين لين) (عن مكحول مرسلا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف، إن قيد انقاد، وإن أنيخ على صخرة استناخ). أخرجه ابن المبارك في الزهد ص 130؛ والبغوي في شرح السنة 13/86؛ وأحمد في الزهد ص 463 من قول مكحول؛ ومثله أبو نعيم في الحلية 5/180.
وقال العجلوني: أخرجه البيهقي والقضاعي والعسكري عن ابن عمر مرفوعا. انظر: كشف الخفاء 2/290).
الثاني: أن يكون من جهة متسلط مستخف به فيذم به. وعلى الثاني قوله تعالى: (اليوم تجزون عذاب الهون( [الأنعام/93]، (فأخذتهم صاعقة العذاب الهون( [فصلت/17]، (وللكافرين عذاب مهين( [البقرة/90]، (ولهم عذاب مهين( [آل عمران/178]، (فأولئك لهم عذاب مهين( [الحج/57]، (ومن يهن الله فما له من مكرم( [الحج/18] ويقال: هان الأمر على فلان: سهل. قال الله تعالى: (هو علي هين( [مريم/21]، (وهو أهون عليه( [الروم/27]، (وتحسبونه هينا( [النور/15] والهاوون: فاعول من الهون، ولا يقال هاون؛ لأنه ليس في كلامهم فاعل. |