قوله تعالى: أ لم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد [6/89] إرم كعنب غير منصرف، فمن جعله اسما لقبيلة قال إنه عطف بيان لعاد، و من جعله اسما لبلدتهم التي كانت إرم فيها أضافه إلى عاد، تقديره بعاد أهل إرم.
و ذات العماد إذا كانت صفة للقبيلة، و المعنى أنهم كانوا بدويين أهل عمد أو طول الأجسام على تشبيه مدورهم بالأعمدة، و إن كانت صفة للبلدة فالمعنى أنها ذات أساطين.
و روي أنه كان لعاد ابنان: شديد و شداد، فملكا و قهرا ثم مات شديد و خلص الأمر لشداد، فملك الدنيا، و سمع بذكر الجنة، فقال: أبني مثلها فبنى إرم في بعض صحاري عدن في ثلاثمائة سنة، و كان عمره تسعمائة، و هي مدينة عظيمة قصورها من الذهب و الفضة، و أساطينها من الزبرجد و الياقوت، و فيها أصناف الأشجار و الأنهار المطردة، و لما تم بناؤها و سار إليها بأهل مملكته، فلما كان منها على مسيرة يوم و ليلة، بعث الله عليهم صيحة من السماء فهلكوا.
و الإرم: حجارة تنصب في المفاوز يهتدى بها، يجمع على آرام و أروم كأضلاع و ضلوع.
و في حديث الشيعة و ينقض بهم طي الجنادل من إرمقيل فيه إشارة إلى استيلاء الشيعة على دمشق و حواليها و على من كان فيها من بني أمية.
و الأروم بفتح الهمزة: أصل الشجرة و القرن.
قاله الجوهري: و الأرومة زنة أكولة: الأصل. |