لغت: يدا
قوله تعالى: يد الله فوق أيديهم [10/48] قيل: أي يد رسول الله تعلو أيديهم إذ هو منزه عن صفات الأجسام، و قيل فوق أيديهم أي في الوفاء، و قيل في الثواب، و قيل يد الله في المنة عليهم فوق أيديهم في الطاعة.
قوله تعالى: و السماء بنيناها بأيد [47/51] أي بقوة، كقوله: أولي الأيد [45/38] بغير ياء، أي القوة.
قوله تعالى: لما خلقت بيدي [75/38] أي توليت خلقه بنفسي من غير واسطة، و لما كان الإنسان يباشر أكثر أعماله بيديه غلب العمل باليدين على سائر الأعمال التي بغيرها حتى قالوا في عمل القلب: هذا بما عملت يداك.
و في حديث محمد بن عبيدة قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله تعالى لإبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي؟ قال عليه السلام : يعني بقدرتي و قوتيو التثنية للعناية فإن من اهتم بإكمال شي‏ء باشره بيديه، و به يندفع أن يقال: إن إبليس أيضا مخلوق بقدرة الله تعالى إذ ليس له عناية ما لآدم عليه السلام .
قال الصدوق: و سمعت بعض مشايخ الشيعة يذكر في هذه الآية أن الأئمة كانوا يقفون على قوله: ما منعك أن تسجد لما خلقت ثم يبتدءون بقوله: بيدي أ ستكبرت أم كنت من العالين.
قال: و هذا مثل قول القائل: بسيفي تقاتلني و برمحي تطاعنني، كأنه تعالى يقول: بنعمتي تقويت على الاستكبار و العصيان.
قوله تعالى: عن يد [29/9] أعني مقدرة منكم عليهم و سلطان، من قولهم: يدك علي مبسوطة أي قدرتك و سلطانك، و قيل عن يد عن قهر و ذلة، و قيل إنعام عليهم بذلك لأن أخذ الجزية منهم أنفسهم عليهم نعمة عليهم.
قوله تعالى: كفوا أيديكم [77/4] أي ألسنتكم - كذا عن الصادق ع .
قوله تعالى: و قالت اليهود يد الله مغلولة [64/5] أي ممسكة عن الاتساع علينا، كما قال: و لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك [29/17] أي لا تمسكها عن الإنفاق، و قوله: غلت أيديهم أي غلت أيديهم في جهنم، أي شدت إلى أعقابهم، و قوله: بل يداه مبسوطتان رد عليهم، أي ليس الأمر على ما وصفوه بل هو جواد، و ليس لذكر اليد هنا معنى غير إفادة معنى الجود، و إنما قال: يداه على التثنية مبالغة في معنى الجود و الإنعام، لأن ذلك أبلغ فيه من أن يقول: بل يده مبسوطة.
قال المفسر: و يمكن أن يراد ب اليد النعمة، و تثنية النعمة لأنه أراد نعم الدنيا و نعم الآخرة.
قوله تعالى: لا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن و أرجلهن [12/60] أي ولدا تحمله من غير زوجها، و كنى بما بين يديها و رجليها عن الولد لأن فرجها بين الرجلين و بطنها الذي تحمله فيه بين اليدين.
قوله تعالى: فردوا أيديهم في أفواههم [9/14] قيل أي عظوا على أطراف أصابعهم، كما في قوله تعالى: و إذا خلو عضوا عليكم الأنامل من الغيض [119/3] و قيل فردوا أيديهم في أفواهم كذبوا الرسل و ردوا عليهم ما قالوا.
قوله تعالى: و لما سقط في أيديهم [149/7] أي ندموا.
قوله تعالى: و نزع يده فإذا هي بيضاء [108/7] أي نورانية غلب شعاعها شعاع الشمس، و كان موسى عليه السلام آدم فيما يروى.
و اليد في الكتاب و السنة جاءت لمعان: للسلطان، و الطاعة، و الجماعة، و الأكل يقال: ضع يدك أي كل، و الندم و الغيظ يقال: رددت يده في فيه إذا أغضبته، و العصيان يقال: فلان خرج يده و نازعا يده أي عاصيا، و الاجتماع و منهقوله صلى الله عليه و آله في المسلمين: هم يد على من سواهميعني هم مجتمعون على أعدائهم لا يسعهم التخاذل بل يعاون بعضهم بعضا على جميع الأديان و الملل كأنه جعل أيديهم يدا واحدة و فعلهم فعلا واحدا، و الابتداء يقال: أعطاني عن ظهر يد أي ابتداء، و الطريق يقال: أخذهم يد البحر يريد طريق الساحل.
و يقال للقوم إذا تفرقوا و تمزقوا: صاروا أيدي سبا و أيادي سبا و هما اسمان جعلا اسما واحدا .
و يقال: طويل اليد و طويل الباع لمن كان سخيا جوادا، و يقال في ضده: قصير اليد و قصير الباع.
و في حديث النبي صلى الله عليه و آله لنسائه: أسرعكن لحوقا بي أطولكن يداأي أسخاكن.
و اليد: الملك، يقال: هذا الشي‏ء في يدي أي في ملكي.
و اليد: الحفظ و الوقاية، و منه الحديث: يد الله على الفسطاطأي على أهل الفسطاط، كأنهم خصوا بوقاية الله تعالى و حسن دفاعه.
و اليد: الاستسلام، و منه قوله: و هذه يدي لك أي استسلمت لك، كما يقال في خلافة: نزع يده من الطاعة.
و في الدعاء: لا تجعل للفاجر علي يدا و لا منهيريد باليد هنا النعمة لأن النعمة من شأنها أن تصدر منها، و منهحديث أهل البيت عليه السلام : نحن يد الله الباسطة على عباده بالرحمة و الرأفةو اليد: المنة و الحق، و منه حديث النبي صلى الله عليه و آله : من صنع إلى أهل بيتي يداأي أوصل معروفا.
و اليد: الجارحة المعروفة، و هي من المنكب إلى أطراف الأصابع - قاله في المغرب و غيره، و لامه محذوف، و الأصل يدي بفتح الدال و قيل بسكونها، و جمعها أيد و يدي مثل فلس و فلوس، و في الكثرة أيادي، و قد شاع استعمال الأيادي في النعم و الأيدي في الأعضاء، و عن الأخفش قد يعكس، و في شرح المفتاح: أن الأيادي حقيقة عرفية في النعم و إن كانت في الأصل مجازا فيها.
و في الحديث: ما من صلاة يحضر وقتها إلا نادى ملك بين يدي الناس: قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على ظهوركم فأطفئوها بصلاتكميريد بين جهة الناس من اليمين و الشمال، و يريد بالنيران الذنوب لكونها سببا لها، لقولهم: جلست بين يديه.
قال في الكشاف: حقيقة قول القائل: جلست بين يدي فلان أن يجلس بين الجهتين المسامتتين ليمينه و شماله قريبا منه، فسميت الجهتان يدين لكونهما على سمت اليدين مع القرب منهما توسعا -
قوله: بين يدي الساعة أهوالا أي قدامها.
و ذو اليدين رجل من الصحابة، و هو أبو محمد عمير بن عبد عمر و اسمه الخرباق بكسر المعجمة و إسكان الراء المهملة و بالموحدة، السلمي، نقل عنه المخالف و المؤالف ، و هو الذي قال للنبي صلى الله عليه و آله : أ قصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله؟ .
قيل: و إنما قيل له ذو اليدين لطول فيهما، و قيل لأنه كان يعمل بيديه جميعا، و ربما قالوا له ذو الشمالين و كأنهم أشاروا بذلك إلى ضعفهما.
و قد اختلف الناس في حديثه، فمنهم من ذهب إلى أن ذلك كان قبل نسخ الكلام في الصلاة، و استدل على ذلك بإجماع الأمة على أن الإمام إذا سها لم يكن لخلفه أن يكلمه بل يسبح له بتعليم النبي صلى الله عليه و آله بالتسبيح على أن الكلام منسوخ فيها.
قال: و مما يدل على أنه كان قبل نسخ الكلام أن القوم تكلموا فقالوا: صدق يا رسول الله صليت ركعتين مع علمهم بأنه في الصلاة، و يؤيده ما روي عن زيد بن أرقم أنه قال: كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت: و قوموا لله قانتين فأمرنا بالسكوت.
و منهم من استبعد ذلك بناء على أن نسخ الكلام في الصلاة كان بمكة فلا موضع له هاهنا، و ادعي أن رسول الله صلى الله عليه و آله كان عنده أنه أكمل صلاته فتكلم على أنه خارج عن الصلاة.
هذا ما ظفرنا به من كلام القوم، و أما نحن معاشر الإمامية فمن أصحابنا من صحح الحديث مبالغا في تصحيحه لكنه أثبت تجويز السهو على النبي صلى الله عليه و آله هنا مبالغا فيه، و منهم و هم الأكثرون أطبقوا على إنكاره و عدم صحته استنادا إلى الأدلة العقلية بعدم تجويز مثله على المعصوم و لو قيل بصحة الحديث المذكور لاشتهار نقله بين الفريقين، و ورد الخبر الصحيح بثبوته منقولا عن الأئمة، و إمكان تأويله بوروده قبل نسخ الكلام كما وردت به الرواية عن زيد بن أرقم، و تخصيص عدم جواز السهو بما ليس مما نحن فيه خصوصا إن تمت الدعوى بالفرق بين سهو النبي صلى الله عليه و آله و غيره لم يكن بعيدا.
و ذو اليدية بالتشديد هو ذو الثدية المقتول بنهروان .
و يقال في البيع: يدا بيد قيل: هي في هذا الموضع من الأسماء الجارية مجرى المصادر المنصوبة بإضمار فعل، كأنه قال: فقابل يدا بيد، و يتقابضان يدا بيد، و المراد النقد الحاضر.