قوله تعالى: لا تتخذوا آيات الله هزوا [231/2] أي بالإعراض و التهاون عن العمل بما فيها، من قولهم لمن لم يجد في الأمر: أنت هازىء.
قيل: كان الرجل في الجاهلية يطلق أو يعتق أو ينكح ثم يقول: كنت لاعبا فأنزل الله تعالى: لا تتخذوا آيات الله هزوا.
و الهزء و الهزؤ: السخرية و الاستخفاف، يعدى بالباء فيقال: هزأت به و استهزأت به سخرت، و يقال: هزأت منه أيضا.
قوله تعالى: الله يستهزىء بهم [15/2] قال الزمخشري: فإن قلت: لا يجوز الاستهزاء على الله تعالى لأنه متعال عن القبيح و السخرية من باب العيب و الجهل، ألا ترى إلى قوله: أ تتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين فما معنى استهزائه بهم؟ قلت: معناه إنزال الهوان و الحقارة بهم، لأن المستهزىء غرضه الذي يرميه هو طلب الخفة و الزراية ممن يهزأ به و إدخال الهوان و الحقارة عليه، و الاشتقاق شاهد لذلك .
و في حديث عمار: فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله و هو يهزأ بهقيل: أراد به نوعا من المؤانسه و المطايبة في الكلام لشدة الألفة بينهما لا تحقيقه، لأنه لا يليق منه صلى الله عليه و آله ذلك و لو قدر صدوره عنه صلى الله عليه و آله بالنسبة إلى بعض الأفراد بعد صدوره منه إلى عمار الذي هو من أعيان الصحابة، فتعين أنه نوع من المزاح، و لا قصور فيه بغير باطل كيف و قدروي عنه صلى الله عليه و آله : أمزح و لا أقول إلا الحقو حديث لا يدخل الجنة عجوز مشهور. |