قوله تعالى: إن ناشئة الليل هي أشد وطأ [6/73] بفتح واو و سكون طاء و قصر، أي هي أوطأ للقيام و أسهل للمصلي من ساعات النهار، لأن النهار خلق لتصرف العباد فيه و الليل خلق للراحة و النوم و الخلو من العمل، فالعبادة فيه أسهل، و يقال: أشد وطأ أي أشد على المصلي من صلاة النهار، لأن الليل خلق للنوم فإذا أريد به غير ذلك ثقل على العبد ما يتكلفه فيه و كان الثواب أعظم من هذه الجهة، و قرىء أشد وطاء بالكسر و المد، أي مواطأة، أي أجدر أن يواطىء اللسان القلب للعمل.
قوله تعالى: ليواطئوا عدة ما حرم الله [37/9] أي ليوافقوا، من المواطأة: الموافقة و المماثلة.
قوله تعالى: لم تعلموهم أن تطئوهم [25/48] أي تقعوا بهم و تبيدوهم و تنالوهم بمكروه، من الوطء الذي هو الإيقاع و الإبادة، يقال: وطأهم العدو إذا نكأ فيهم.
قوله تعالى: طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى [2 - 1/20] عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان رسول الله ص إذا صلى قام على أصابع رجليه حتى تورمت، فأنزل الله تعالى: طه - الآية .
و وطئه بالكسر يطؤه وطاءة، و وطؤ ككرم يوطؤ وطاءة أي صار وطيئا، و وطأته توطئة.
و أوطأه فرسه: حمله عليه.
و الوطاء ككتاب و سحاب: خلاف الغطاء.
و في الخبر: اللهم اشدد وطأتك على مضرأي خذهم أخذا شديدا.
و فيه: أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا الموطئون 3 أكنافاهو بفتح الطاء من التوطئة: التذليل و التمهيد، يقال: دابة وطية لا تحرك راكبها، و فراش وطي لا يؤذي جنب النائم، و الأكناف: الجوانب، و معناه: من جوانبهم وطئة يتمكن فيها من يصاحبهم و لا يتأذى.
و وطأت المكان: جعلته وطيا.
و في حديث علي عليه السلام : إن تثبت الوطأة في هذه المزلة فذلك المراد، و إن تدحض القدم فإنا كنا في أفياء أغصان و ذري رياح و تحت ظل غمامة اضمحل في الجو متلفقها و عفا في الأرض مخطهاو تفسيره الوطأة بالكون: موضع القدم، و المزلة: المكان الدحض أعني موضع الزلل و الخطر، و الإشارة بهذه المزلة إلى الدنيا لأنها موضع الزلل و الخطر، و يراد بثبات القدم الإقامة على طرق الحق و الهداية، و بالدحض العكس من ذلك، و يكون المعنى تثبت القدم في موضع تزل فيه الأقدام غالبا فذاك المراد المطلوب و إن تدحض و تزلق عن ذلك المكان فإنا كنا...
إلخ، يعني فبتقصير منا و غفلة عما أريد بنا و شغل بشهوات أنفسنا و لذاتنا، كحب التفيؤ بالأغصان و نحو ذلك، و لعل هذا من باب التعريض بالغير، إذ لا يناسب مثله في حال الإمام عليه السلام .
و عنه عليه السلام : لا وضوء من موطأةيعني مما تطأ عليه برجلك، و المراد بالوضوء هنا الغسل.
و وطىء الرجل امرأته: جامعها، و هي موطوءة.
و واطأته على الأمر: وافقته عليه. |