لغت: نا
قوله تعالى: ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة [76/28] أي تنهض بها، قيل: و هو من المقلوب و معناه ما إن العصبة لتنوء بمفاتحه، أي ينهضون بها، من قولهم: ناء بحمله إذا نهض به متثاقلا، و قيل: معناه ما إن مفاتحه لتنيى‏ء العصبة، أي تميلهم بثقلها، فلما انفتحت التاء دخلت الباء كما قالوا: هذا يذهب بالبؤس و يذهب البؤس فلا يكون من المقلوب.
قوله تعالى: و نأى بجانبه [83/17] أي تباعد بناحيته و قربه، أي تباعد عن ذكر الله، و النأي: البعد يقال: نأيت عنه نأيا أي بعدت.
قوله تعالى: و ينأون عنه [26/6] أي يتباعدون و لا يؤمنون به.
و المنأى: الموضع البعيد.
و في الخبر: من سمع بالدجال فلينأ عنهو ذلك لأن الشخص يظن أنه مؤمن فيتبعه لأجل ما يثيره من السحر و إحياء الموتى فيصير كافرا و هو لا يدري.
و الني‏ء مهموز مثل حمل: كل شي‏ء شأنه أن يعالج بطبخ أو شي‏ء.
في الخبر: ثلاثة من أمر الجاهليةو عد منها الأنواء، و هي جمع نوء بفتح نون و سكون واو فهمزة و هو النجم .
قال أبو عبيدة - نقلا عنه -: هي ثمانية و عشرون نجما معروفة المطالع في أزمنة السنة ]كلها من الصيف و الشتاء و الربيع و الخريف‏[ يسقط منها في كل ثلاث عشر ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر و يطلع آخر يقابله في المشرق من ساعته ]و كلاهما معلوم مسمى‏[ و انقضاء هذه الثمانية و العشرين مع انقضاء السنة ]ثم يرجع الأمر إلى النجم الأول مع استئناف السنة المقبلة[، و كانت العرب في الجاهلية إذا سقط منها نجم و طلع الآخر قالوا: لا بد أن يكون عند ذلك رياح و مطر، فينسبون كل غيث يكون عند ذلك إلى النجم الذي يسقط حينئذ فيقولون: مطرنا بنوء كذا...
قال: و يسمى نوءا لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق بالطلوع، و ذلك النهوض هو النوء فسمي النجم به...
قالوا: و قد يكون النوء السقوط، و إنما غلظ النبي القول فيمن يقول: مطرنا بنوء كذا لأن العرب كانت تقول إنما هو فعل النجم و لا يجعلونه سقيا من الله تعالى، و أما من جعل المطر من فعل الله تعالى و أراد مطرنا بنوء كذا أي في هذا الوقت فلا بأس فيه.
و في الحديث: نية المؤمن خير من عملهو له وجوه من التفسير:منها أن المؤمن ينوي فعل خيرات كثيرة و يفعل بعضها فنيته خير من عمله.
و منها ما نقل أنه كان في المدينة قنطرة فعزم رجل مؤمن على بنائها فسبقه كافر إلى ذلك فقيل للنبي صلى الله عليه و آله في ذلك فقال: نية المؤمن خير من عملهيعني من عمل الكافر.
و منها ما قيل من أن النية هي القصد، و ذلك واسطة بين العلم و العمل، لأنه إذا لم يعلم بترجيح أمر لم يقصد فعله و إذا لم يقصد فعله لم يقع، و إذا كان المقصود حصول الكمال من الكامل المطلق ينبغي اشتمال النية على طلب القربة إلى الله تعالى إذ هو الكامل المطلق، و إذا كانت كذلك كانت وحدها خيرا من العمل بلا نية وحده، لأنها بمنزلة الروح و العمل بمنزلة الجسد، و حياة الجسد بالروح لا الروح بالجسد، فهي خير منه لأن الجسد بغير روح لا خير فيه، و يأتي في شكل ما ينفع هنا.
و النية هي القصد و العزم على الفعل، اسم من نويت نية و نواة أي قصدت و عزمت، و التخفيف لغة، ثم خصت في غالب الاستعمال بعزم القلب على أمر من الأمور.
و النية أيضا: الوجه الذي ينويه المسافر من قرب أو بعد.
و في الحديث المشهور: إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرى‏ء ما نوىقيل: الجملة الأولى لشرط الأعمال و الثانية لتعيين المنوي.
و النوى بالفتح: البعد، و منه حديث علي عليه السلام للمغيرة بن الأخنس : أبعد الله نواكمن قولهم: بعدت نواهم إذا بعدوا بعدا شديدا.
و النواة اسم لخمسة دراهم عندهم و النوى معروف، سمي بذلك من أجل أنه ناء عن الخير و متباعد عنه: و فلان النوى لمن يزاوله.
و المناواة إظهار المعاداة و المفاخرة، و الأصل فيه الهمز لأنه من النوء و هو النهوض، و ربما تركت الهمزة فيه، و إنما استعمل في المعاداة لأن كلا من المتعاديين ينهض إلى قتال صاحبه و مفاخرته.