لغت: هيه
هيهات: كلمة تبعيد، و التاء مفتوحة مثل كيف.
قال الجوهري: و ناس يكسرونها على كل حال بمنزلة نون التثنية
و من العرب من يضمها.
و قرى‏ء بهن جميعا.
و قد تنون على اللغات الثلاث.
و قد تبدل الهاء همزة فيقال أيهات مثل هراق و أراق.
1 - فائدةمما يفرق بين القرآن و الحديث القدسيأن القرآن مختص بالسماع من الروح الأمين، و الحديث القدسي قد يكون إلهاما أو نفثا في الروع و نحو ذلك.
و أن القرآن مسموع بعبارة بعينها و هي المشتملة على الإعجاز بخلاف الحديث القدسي.
2 - فائدةفيما يجوز فيه الدال المهملة و الذال المعجمةو هو: بغداد و منجد للرجل المجرب، و أم ملدم للحمى، والمجذاف حرك جناحيه في طيرانه، و الكاغذ للورق، وذعرته أي أفزعته.
3 - فائدةفيما اشتهر على خلاف أصلهمما جاء مخففا و العامة تشددهالرباعية للسن، و كذا الكراهية ، و الرفاهية، و من ذلك الدخانو مما جاء مفتوحا و العامة تكسره:الكتان ، و الدجاجة ، و الدجاج ، و فص الخاتمو مما جاء مكسورا و العامة تفتحه:الدهليز و الضفدعو مما جاء مكسورا و مضموما و العامة تفتحه على وجهه.
طلاوةو مما جاء مفتوحا و العامة تضمه:الأنملة بفتح الميم: واحدة الأنامل، و السعوطو مما جاء مضموما و العامة تكسره:المضرب4 - فائدةفي اجتماع الخاء و الميم و الراءتركيب الخاء المعجمة و الميم و الراء المهملة يتضمن في الأغلب معنى التغطية كالخمر لأنه يخمر العقل أي يستره، و خمار المرأة، و خمرت الإناء و نحو ذلك.
5 - فائدةفي استعمال فاعل بمعنى مفعول و بالعكسقد يجي‏ء فاعل بمعنى مفعول كقوله تعالى لا عاصم اليوم /11] 373] أي لا معصوم.
و قد يجي‏ء مفعول بمعنى فاعل كقوله تعالى حجابا مستورا [45/17] أي ساترا، و قوله و كان وعده مأتيا [61/19] أي آتيا.
6 - فائدةفي أصالة ميم فعال و إظهار واو مفعلقال الأزهري - نقلا عنه -: إذا رأيت الحرف على مثالفعال أوله ميم مكسورة فهي أصلية مثل ملاك و مراس و غير ذلك من الحروف.
و مفعل إذا كان من ذوات الثلاثة فإنه يجي‏ء بإظهار الواو مثلمزود و محول و محور و نحو ذلك.
7 - فائدةفي مقابلة الجمع بالجمعالعرب إذا قابلت جمعا بجمع حملت كل مفرد من هذا على كل مفرد من هذا مثل قوله تعالى و ليأخذوا أسلحتهم [102/4] و لا تنكحوا ما نكح آباؤكم [22/4] أي ليأخذ كل واحد منكم سلاحه، و لا ينكح كل واحد ما نكح أبوه من النساء، و إذا كان للجمع متعلق واحد أو متعلقان فتارة يفردون المتعلق باعتبار وحدته و تارة يجمعونه ليناسب اللفظ بصيغ الجموع، و لذلك أمثلة و تفصيل ذكرناها في.
رفق8 - فائدةاسم الزمان و المكانأسماء الزمان و المكان من يفعل مكسور العين على مفعلمكسور العين كالمجلس.
و من يفعل بفتح العين و ضمها على مفعلمفتوح العين كالمذهب من ذهب يذهب على الفتح: و المقتل من قتل يقتل بالضم، هذا إذا كان صحيح الفاء و اللام.
و أما غيره فمن المعتل الفاء، اسم الزمان و المكان مكسور عينه أبدا، كالموهب و الموعد.
و من المعتل اللام مفتوح عينه أبدا، كالمأوى و المرمى.
و قد تدخل على بعضها تاء التأنيث، إما للمبالغة، أو لإرادة البقعة، و ذلك مقصور على السماع، كالمظنة للمكان الذي يظن أن الشي‏ء فيه، و المقبرة بالفتح لموضع يقبر فيه، و المشرقة للموضع الذي تشرق فيه الشمس.
9 - فائدةأسماء الآلةاسم الآلة: ما يعالج به الفاعل المفعول به لوصول الأثر إليه أي إلى المفعول، مثلالمنحت يعالج به النجار لوصول الأثر إلى الخشب و مثل محلب و مصفاة و مرقاةبكسر الميم: اسم لما يرقى به أي يصعد و هو السلم، و من فتح الميم أراد المكان أي مكان الرقي دون الآلة.
قال ابن السكيت - نقلا عنه -: قالوا مطهرة و مطهرة و مرقاة و مرقاة و مصفاة و مصفاةفمن كسرها شبهها بالآلة، و من فتحها قال هو موضع يجعل فيه.
و قد جاء اسم الآلة مضموم الميم و العين على شذوذ مثلمدهن و مسعط و مدق و منخل و مكحلة و محرضةللذي يجعل فيه الأشنان.
10 - فائدةفي بناء المرة و النوعالمرة من مصدر الثلاثي المجرد يكون على فعلةتقول: ضربت ضربة.
و مما زاد على الثلاثة بزيادة الهاء، كالإعطاءة و الانطلاقة، و هذا إذا لم يكن فيه تاء التأنيث، فإن كان كذلك فالوصف فيهما مثل رحمته رحمة واحدة و دحرجته دحرجة واحدة.
و الفعلة بكسر الفاء: النوع نحو هو حسن الطعمة و الجلسة.
11 - فائدةفي اجتماع الواو و الياءالواو و الياء إذا اجتمعتا في كلمة، و الأولى منهما ساكنة قلبت الواو ياء: و أدغمت.
و يجب في الواو إذا كانت أولى أن لا تكون بدلا كما في سوير و تسوير.
و أن لا تكون في صيغة أفعل نحو أيوم و لا في الإعلال نحو حيوةو أن لا تكون الأولى إذا كانت ياء بدلا من حرف نحو ديوان و الأصل:دوان و لا تكون للتصغير.
12 - فائدةحكم الواو الواقعة رابعة الكلمةقال التفتازاني: كل واو وقعت رابعة فصاعدا، و لم يكن ما قبلها مضموما، قلبت ياء تخفيفا، لثقل الكلمة بالطول.
و المزيد فيه كذلك لا محالة، تقول: أعطى يعطي و اعتدى يعتدي و استرشى يسترشي.
و مع الضمير: أعطيت و اعتديت و استرشيت بقلب الواو ياء من الجميع، لما ذكرنا.
و تنظر بعض المحققين، فقصر الحكم على لام الفعل فقط لكونه أليق بالتخفيف، بدليل أنهم لا يقلبون من استقوم، و استحوذ، و اعشوشب، و اجتوروا، و تجاوروا، و ما أشبه ذلك.
و ربما رد بأنه لا اعتداد بالندرة.
13 - فائدةحكم الهمزة حالة التثنيةقال الجوهري: كل اسم ممدود فلا تخلو همزته إما أن تكون أصلية، فتتركها في التثنية على ما هي عليها، فتقول.
جزاءان و عطاءانو إما أن تكون للتأنيث، فتقلبها في التثنية واوا لا غير فتقولصفراوان و سوداوانو إما أن تكون منقلبة عن واو أو ياء مثل كساء و رداءأو ملحقة مثل علباء و حرباءملحقة بسرداح و شملال، فأنت فيها بالخيار، إن شئت قلبتها واوا و إن شئت تركتها همزة مثل الأصلية و هو أجود.
14 - فائدةحكم الألف حالة التثنيةقال الزمخشري: المنقوص لا يخلو من أن تكون ألفه ثالثة أو فوق ذلك، فإن كانت ثالثة و عرف لها أصل في الواو و الياء ردت إليه في التثنية نحوقفوان و عصوان و فتيان و رحيانو إن جهل أصلها، نظر فإن أميلت، قلبت ياء نحومتيان و بليان في مسميين بمتى و بلى.
و إلا قلبت واوا نحو لدوان و إلوان في مسميين بلدى و إلى.
و إن كانت فوق الثالثة لم تقلب إلاياء كقولهم أعشيان و ملهيان و حبليان و حباريان15 - فائدةمعتل اللام عند التثنية و الجمعتحذف لام الفعل من المعتل اللام في مثالفعلوا مطلقا أي إذا اتصل به ضمير جماعة الذكور، سواء كان ما قبل اللام مفتوحا، أو مضموما، أو مكسورا، واوا كان اللام، أو ياء، مجردا كان الفعل أو مزيدا فيه.
و في مثال فعلت و فعلتا إذا انفتح ما قبلها كغزت و أعطت و اشترت و استقصت.
و تثبت اللام في غيرها مثل رضيت رضيتا و سروت سروتاو تحذف لام الفعل في فعل جماعة الذكور نحو يغزون و يرمون و يرضون.
و تثبت في جماعة الإناث ساكنة نحو يغزون و يرمين و يرضين16 - فائدةفي جمع المؤنث الساكن الوسطالمؤنث الساكن الحشو لا يخلو من أن يكون اسما أو صفة، فإذا كان اسما تحرك عينه في الجمع إذا صحت بالفتح في المفتوح الفاءكجمراتو به يعني بالفتح، و بالكسر في مكسورها كسدرات.
و به و بالضم في مضمومها كغرفاتو قد تسكن في الضرورة في الأول، و في السعة في الباقين.
و في لغة تميمفإذا اعتلت فالإسكان كبيضات و جوزات و ديمات و دولات جمع دولة ، إلا في لغة ذيلو تسكن الصفة لا غير.
و إنما حركوا في جمع لحية و ربعة لأنهما كانا في الأصل اسمين و وصف بهما، كذا ذكره الزمخشري.
17 - فائدةفي حذف نوني التثنية و الجمع بلا إضافةيجوز حذف نوني المثنى و المجموع مع العمل في معموليهما على المفعولية، فمع التعريف تخفيفا كقراءة من قرأ و المقيمي الصلوة /22] 380] بنصب الصلاة على المفعولية.
و أما مع التنكير كقوله تعالى لذائقوا العذاب الأليم [38/37] بالنصب فحذفها ضعيف، لأن اسم الفاعل لم يقع صلة للام.
18 - فائدةفي تضمين الفعل المتعدي معنى اللازم و بالعكسكما يتضمن المتعدي بنفسه معنى المتعدي بحرف فيتعدى به كذلك قد يتضمن اللازم معنى المتعدي فيتعدى بنفسه كقوله تعالى و لا تعزموا عقدة النكاح [235/2] قالوا: إنه تضمن معنىتنووا و تعدى بنفسه، و إلا فهو يتعدى بعلى.
حكم الظروف المضافة إلى الجملة أو إلى مبني الأصلالظروف المضافة إلى الجملة، و إذيجوز بناؤها لاكتسابها البناء من المضاف إليه و لو بواسطة، على الفتح للخفة نحو قوله تعالى يوم ينفع الصادقين صدقهم [119/5] و قوله تعالى و من خزي يومئذ [66/11] فيمن قرأ بالفتح.
و يجوز إعرابها أيضا لكونها أسماء مستحقة للإعراب، و لا يجب اكتساب المضاف إلى المبني البناء منه.
و كذلك في جواز البناء على الفتح و الإعراب مثلمثل وغير مذكورين مع ما و أنمخففة و مشددة نحو قيامي مثل ما قام زيد و مثل أن تقوم و مثل أنك تقوم لمشابهتها الظروف المضافة إلى الجملة نحوإذ و حيث19 - فائدةتقدير اللام في الإضافةلا يشترط في الإضافة التي بمعنى اللام صحة تقدير اللام، مثل كل شي‏ء و قول صدق و وعد حق20 - فائدةالضمير بين مذكر و مؤنثإذا توسط الضمير بين مذكر و مؤنث، أحدهما يفسر الآخر جاز تأنيث الضمير، فلو قيل: ما القدر؟ فتقول: هي الهندسة، و نحو ذلك.
21 - فائدةالأوصاف الخاصة بالنساء تجرد عن التاءإذا كان النعت منفردا به الأنثى دون الذكر لم تدخله الهاء نحوطالق و طامث و حائضلأنه لا يحتاج إلى فارق، لاختصاص الأنثى به، قاله ابن الأنباري - نقلا عنه -.
22 - فائدةإذا كثر الشي‏ء بالمكانإذا كثر الشي‏ء بالمكان قيل فيهمفعلة بفتح الميم و سكون الفاء فيقال أرض مسبعة أي كثيرة السباع و مأسدة و مبطخة.
23 - فائدةفي الفرق بين عسى و كادقال الزمخشري: و الفصل بين معنىعسى و كاد : أن عسىلمقاربة الأمر على سبيل الرجاء و الطمع، تقول عسى الله أن يشفي مريضي تريد أن قرب شفائه مرجو من عند الله، مطموع فيه.
و كاد لمقاربته على سبيل الحصول و الوجود، تقول كادت الشمس أن تغرب تريد أن قربها من الغروب قد حصل.
24 - فائدةفي حذف المخصوص بالمدحقد يحذف المخصوص إذا كان معلوما للمخاطب نحو قوله تعالى نعم العبد [30/38] أي نعم العبد أيوب و قوله فنعم الماهدون [48/51] أي فنعم الماهدون نحن.
25 - فائدةحبذا في المدحقال الزمخشري: وحبذا مما يناسب هذا الباب يعني باب المدح، و معنى حب : صار محبوبا جدا.
و فيه لغتان: فتح الحاء و ضمها، و أصلها حببو هو مسند إلى اسم الإشارة إلا أنهما جريا بعد التركيب مجرى الأمثال التي لا تغير فلم يضم أول الفعل و لا وضع موضع ذا غيره من اسم الإشارة، بل التزم فيها طريقة واحدة.
26 - فائدةالفعل في أكرم بزيد ماض أم أمر؟قول القائل أكرم بزيد قال الزمخشري: أصلهأكرم زيدأي صار ذا كرم كأغد البعير.
قال: و في هذا ضرب من التعسف، و عندي أن أسهل منه مأخذا أن يقال: إنه أمر لكل أحد بأن يجعل زيدا كريما، بأن يصفه بالكرم و الباء مزيدة للتأكيد و الاختصاص، أو بأن يصيره ذا كرم و الباء للتعدية، هذا أصله.
ثم جرى مجرى المثل فلم يغير عن لفظة الوحدة، في قولك يا رجلان أكرم بزيد و يا رجال أكرم بزيد.
27 - فائدة التعبير بالجمع عن التثنيةقد يعبر بالجمع عن التثنية مع أمن اللبس، كقوله تعالى صغت قلوبكما [4/66] و قول الشاعر: ظهراهما مثل ظهور الترسيننكاتتتعلق ببعض الآياتمنها : قوله تعالى أ صلوتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء [87/11].
فإنه يتبادر إلى الذهن: عطف أن نفعل على أن نترك و هو على ما ذكر في المغني باطل، لأنه لم يأمرهم أن يفعلوا في أموالهم ما يشاءون، و إنما هو عطف على ما، فهو معمول للترك، و المعنى أن نترك أن نفعل.
و منها : قوله تعالى و إني خفت الموالي من ورائي [5/19] فإن المتبادر: تعلق منبخفت، و هو على ما في المغني فاسد في المعنى، و الصواب تعليقه بالموالي، لما فيه من معنى الولاية أي خفت ولايتهم من بعدي و سوء خلافتهم، أو بمحذوف هو حال من الموالي، أو مضاف إليهم أي كائنين من ورائي، أو فعل الموالي من ورائي.
و أما من قرأ خفت بفتح الخاء و تشديد الفاء و كسر التاء، فمن متعلقة بالفعل المذكور.
و منها: قوله تعالى و لا تسئموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله [282/2].
فإن المتبادر تعلق إلى بتكتبوه.
قال ابن هشام: و هو فاسد لاقتضائه استمرار الكتابة إلى أجل الدين، و إنما هو حال أي مستقرا في الذمة إلى أجله.
قال: و نظيره قوله تعالى فأماته الله مائة عام [259/2] فإن المتبادر انتصاب مائة بأماته، و ذلك ممتنع مع بقائه على معناه الوضعي لأن الإماتة: سلب الحياة، و هي لا تمتد.
و الصواب أن يضمن أماته معنى ألبثه فكأنه قيل فألبثه الله بالموت مائة عام، و حينئذ يتعلق به الظرف بما فيه من معنى العارض له بالتضمين أي معنى اللبث.
قال: و نظيره أيضا قوله ص كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه هما اللذان يهودانه و ينصرانهفإنه لا يجوز تعلق حتى بيولد، لأن الولادة لا تستمر إلى هذه الغاية، بل الذي يستمر إليها كونه على الفطرة.
فالصواب تعلقها بما تعلقت به على و أنعلى متعلقة بكائن محذوف منصوب على الحال من الضمير في يولد، و يولد خبر كل.
و منها: قوله تعالى فلما بلغ معه السعي [102/37].
فإن المتبادر: تعلق مع ببلغ، و ليس كذلك.
قال الزمخشري: أي فلما بلغ أن يسعى مع أبيه في أشغاله و حوائجه، قال: و لا يتعلقمع ببلغ لاقتضائه أنهما بلغا معا حد السعي و لا بالسعي لأن صلة المصدر لا يتقدم عليه، و إنما هي متعلقة بمحذوف على أن يكون بيانا كأنه قيل لما بلغ الحد الذي يقدر فيه على السعي فقيل: مع من؟ قيل مع أعطف الناس عليه، و هو أبوه، أي إنه لم تستحكم قوته بحيث يسعى مع غير مشفق -
و في منع تعلقه بالمصدر منع.
و منها: قوله تعالى الله أعلم حيث يجعل رسالته [124/6] فإن المتبادر: أنحيث ظرف مكان، لأنه المعروف في استعمالها.
قال ابن هشام: و يرده أن المراد أنه تعالى يعلم المكان المستحق للرسالة، لا أن علمه في المكان، فهو مفعول به، لا مفعول فيه، و حينئذ لا ينتصب بأعلم إلا على قول بعضهم، بشرط تأويله بعالم.
و الصواب: انتصابه بيعلم محذوفا، و دل عليه أعلم.
و منها: قوله تعالى فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك [260/2].
فإن المتبادر: تعلق إلى بصرهن، و هذا لا يصح، إذا فسر صرهنبقطعهن، فإما أن تعلقه بخذ، و إما أن يفسر بأملهن، فالتعلق به.
و على الوجهين يجب تقدير مضاف أي إلى نفسك، لأنه لا يتعدى فعل المضمر المتصل إلى ضميره المتصل إلا في بابظن نحو أن رآه استغنى [7/96] فلا يحسبنهم بمفازة [188/3] فيمن ضم الباء .
و يجب تقدير هذا المضاف في نحو و هزي إليك بجذع النخلة [25/19] و اضمم إليك جناحك [32/28] أمسك عليك زوجك [37/33].
و منها: قوله تعالى يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف [273/2] فإن المتبادر: تعلق من بأغنياء لمجاورته له.
قال ابن هشام: و يفسده أنهم متى ظنهم ظان فقد استغنوا من تعففهم، علم أنهم فقراء من المال فلا يكون جاهلا بحالهم، و إنما هي متعلقة بيحسب و هي للتعليل.
و منها قوله تعالى: أ لم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا [246/2].
فإن المتبادر: تعلق إذ بفعل الرؤية.
قال ابن هشام: و يفسده أنه لم ينته علمه أو نظره إليهم في ذلك الوقت، و إنما العامل مضاف محذوف أي أ لم تر إلى قصتهم أو خبرهم، إذ التعجب إنما هو من ذلك لا من ذواتهم.
و منها: قوله تعالى و من شرب منه فليس مني و من لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة [249/2].
فإن المتبادر تعلق الاستثناء بالجملة الثانية.
قال ابن هشام: و ذلك فاسد لاقتضائه أن من اغترف غرفة بيده ليس منه، و ليس كذلك بل ذلك مباح لهم و إنما هو مستثنى من الأولى و منها: قول بعضهم في أحوى [5/87] إنه صفة لغثاء.
قال ابن هشام: و هذا ليس بصحيح على الإطلاق، بل إذا فسر الأحوى بالأسود من الجفاف و اليبس، و أما إذا فسر بالأسود من شدة.
الخضرة و لكثرة الري، كما فسر مدهامتان [64/55] فجعله صفة لغثاء، كجعل قيما صفة ل عوجا [1/18].
و إنما الواجب أن يكون حالا من المرعى.
و أخر ليناسب الفواصل.
و منها: قول بعضهم في قوله تعالى فأخرجنا به نبات كل شي‏ء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا و من النخل طلعها قنوان دانية و جنات من أعناب [99/6] فيمن رفع جنات: إنه عطف على قنوان، و هذا يقتضي أن جنات الأعناب تخرج من طلع النخل، و ليس بصحيح، و إنما هو على ما ذكره ابن هشام: مبتدأ بتقدير و هناك جنات أو و لهم جنات.
قال: و نظيره قراءة من قرأ و حور عين [22/56] بالرفع بعد قوله يطاف عليهم بكأس من معين [45/37] أي و لهم حور عين.
و أما قراءة السبعة و جنات بالنصب فبالعطف على نبات كل شي‏ء و هو من باب و ملائكته و رسله و جبرئيل و ميكال [98/2] و منها: قول الزمخشري في قوله تعالى يا ويلتى أ عجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي [31/5]: أن انتصاب أواري في جواب الاستفهام.
قال ابن هشام: و وجه فساده أن جواب الشي‏ء مسبب عنه، و المواراة لا تتسبب عن العجز، و إنما انتصابه بالعطف علىأكون قال: و من هنا امتنع نصب تصبح في قوله تعالى أ لم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة [63/22] لأن إصباح الأرض مخضرة لا يتسبب عن رؤية إنزال المطر، بل عن الإنزال نفسه.
و منها: قول بعضهم في فلو لا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة [28/36] إن الأصل اتخذوهم قربانا.
قال الزمخشري: و ذلك فاسد في المعنى و إن الصواب أنآلهة هو المفعول الثاني و أن قربانا حال.
و لم يتبين وجه الفساد.
قال ابن هشام: و وجه فساده: أنهم إذا ذموا على اتخاذهم قربانا من دون الله اقتضى مفهومه الحث على أن يتخذوا الله سبحانه قربانا، كما إذا قلت أ تتخذ فلانا معلما دوني، و كنت آمرا له أن يتخذ معلما دونه، و أنه تعالى يتقرب إليه بغيره و لا يتقرب به إلى غيره تعالى.
و منها قول بعضهم في قوله تعالى و ثمود فما أبقى [51/53] إنثمود مفعول مقدم، و يرده أن ما النافية لها الصدر فلا يعمل ما بعدها فيما قبلها، و إنما هو معطوف علىعادا و هو بتقدير و أهلك ثمودو منها قول بعضهم في قوله تعالى فلو لا فضل الله عليكم [64/2] إن الظرف فيه متعلق بمحذوف هو الخبر أي كائن عليكم.
و قال ابن هشام: إنه ممتنع عند الجمهور و إنما هو متعلق بالمذكورو هو الفضل لأن خبر المبتدإ بعد لولا واجب الحذف، و لهذا لحن المعري في قوله: فلو لا الغمد يمسكه لسالا.
و منها تعليق جماعة الظرف من قوله تعالى لا عاصم اليوم من أمر الله [43/11] لا تثريب عليكم اليوم [92/12]و من قوله ع في الدعاء لا مانع لما أعطيت، و لا معطي لما منعت باسم لا.
قال ابن هشام: و ذلك باطل عند البصريين لأن اسم لا حينئذ مطول فيجب نصبه و تنوينه، و إنما التعليق بمحذوف إلا عند البغداديين.
و منها: قول المبرد في قوله تعالى أو جاءوكم حصرت صدورهم [89/4] جملة دعائية، ورده الفارسي بأنه لا يدعى عليهم بحصر صدورهم عن قتال قومهم.
قال ابن هشام: و لك أن تجيب بأن المراد الدعاء عليهم بأن يسلبوا أهلية القتال حتى لا يستطيعوا أن يقاتلوا أحدا البتة.
و منها: قول المبرد في قوله تعالى لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا [22/21] إن اسم الله تعالى بدل من آلهة.
قال ابن هشام: و يرده أن البدل في باب الاستثناء مستثنى، موجب له الحكم.
أما الأول فلأن الاستثناء إخراج و ما قام أحد إلا زيد مفيد لإخراج زيد.
و أما الثاني فلأنه كما صدق ما قام أحد إلا زيد صدق قام زيد.
و اسم الله تعالى هنا ليس بمستثنى، و لا موجب.
أما الأول فلأن الجمع المنكر لا عموم له فيستثنى منه، و لأن المعنى حينئذ لو كان فيهما آلهة مستثنى عنهم الله لفسدتا، و ذلك يقتضي أنه لو كان فيهما آلهة فيهم الله لم تفسدا و إنما المراد أن الفساد يترتب على تقدير التعدد مطلقا و أما أنه ليس بموجب له الحكم فلأنه لو قيل لو كان فيهما الله لفسدتا لم يستقم.
و منها: قول الزمخشري في قوله تعالى و من آياته منامكم بالليل و النهار و ابتغاؤكم من فضله [23/30] إنه من باب اللف و النشر، و إن المعنى منامكم و ابتغاؤكم من فضله بالليل و النهار.
قال ابن هشام: و هذا يقتضي أن يكون النهار معمولا للابتغاء مع تقدمه عليه، و عطفه على معمول منامكم و هو بالليل، و هذا لا يجوز في الشعر فكيف في أفصح الكلام فالصواب أن يحمل على أن المنام في الزمانين و الابتغاء فيهما.
و منها: قول بعضهم في قوله تعالى و ما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر [96/2] إن هو ضمير الشأن، و أن يعمر مبتدأ و بمزحزحه خبر.
قال ابن هشام: و لو كان كذلك لم يدخل الباء في الخبر.
و منها: قول الزمخشري في قوله تعالى أينما تكونوا يدرككم الموت [77/4] فيمن رفع يدرك: إنه يجوز أن يكون الشرط متصلا بما قبله، أي لا تظلمون فتيلا أينما تكونوا يعني فيكون الجواب محذوفا مدلولا عليه بما قبله، ثم يبتدى‏ء يدرككم الموت و لو كنتم في بروج مشيدة.
قال ابن هشام: و هذا مردود بأن سيبويه و غيره نصوا على أنه لا يحذف الجواب إلا و فعل الشرط ماض، تقول أنت ظالم إن فعلته و لا تقول أنت ظالم إن تفعل إلا في الشعر.
و منها: قول بعضهم في الأخسرين أعمالا [103/18] إن أعمالا مفعول به.
و رده ابن خروف بأن خسر لا تتعدى كنقيضه ربح.
و وافقه الصفار مستدلا بقوله تعالى كرة خاسرة [12/79] إذ لم يرد أنها خسرت شيئا.
قال ابن هشام: و ثلاثتهم ساهون، لأن اسم التفضيل لا ينصب المفعول به، و لأن خسر متعد، و في التنزيل الذين خسروا أنفسهم [12/6] خسر الدنيا و الآخرة [11/22].
و أما خاسرة فكأنه على النسب أي ذات خسر، و ربح أيضا يتعدى يقال ربح دينارا.
و قال سيبويه: إن أعمالا مشبه بالمفعول به، و يرده أن اسم التفضيل لا يشبه باسم الفاعل، لأنه لا تلحقه علامات الفروع إلا بشرط، و الصواب أنها تمييز.
و منها: ما ذكره أبو عبيدة في قوله تعالى كما أخرجك ربك من بيتك بالحق [5/8] أن الكاف حرف قسم، و أن المعنى الأنفال لله و الرسول و الذي أخرجك و رد بأن الكاف لم تجى‏ء بمعنى واو القسم.
و في الآية أقوال: قيل: إن الكاف مبتدأ، و خبره فاتقوا الله قال ابن هشام: و يفسده اقترانه بالفاء و خلوه من رابط و تباعد ما بينهما.
و قيل: هي نعت مصدر محذوف أي يجادلونك في الحق الذي هو إخراجك من بيتك جدالا مثل جدال إخراجك، قال ابن هشام و هذا فيه تشبيه الشي‏ء بنفسه.
و قيل: إنها نعت مصدر أيضا و لكن التقدير قل الأنفال ثابتة لله و الرسول مع كراهيتهم ثبوتا مثل ثبوت إخراجك ربك إياك من بيتك و هم كارهون.
و قيل: إنها نعت لحقا أي أولئك هم المؤمنون حقا كما أخرجك.
و قيل: هي خبر لمحذوف أي هذه الحال كحال إخراجك، أي إن حالهم في كراهية ما رأيت من تنفيلك الغزاة مثل حالهم في كراهية خروجك للحرب إلى غير ذلك من الأقوال و الله أعلم.
و منها قول بعضهم في قوله تعالى و ما لنا ألا نقاتل في سبيل الله [246/2] إن الأصل و ما لنا و أن لا نقاتل، أي و ما لنا و ترك القتال كما تقول ما لك و زيدا.
قال ابن هشام: و لم يثبت في العربية حذف واو المفعول معه.
و منها: قول بعضهم في قوله تعالى ثم آتينا موسى الكتاب [154/6] إنه عطف على و وهبنا له إسحق [84/6].
قال ابن هشام: و هو بعيد، و الصواب أنه عطف على ذلكم وصيكم به [153/6] وثم لترتيب الإخبار لا لترتيب الزمان أي ثم أخبرك بأنا آتينا موسى الكتاب.
و منها قول الزمخشري في قوله تعالى و كل أمر مستقر [3/54] إن كلا عطف على الساعة في اقتربت الساعة، و استبعده ابن هشام، فقال و أما و كل أمر مستقر فمبتدأ حذف خبره، أي و كل أمر مستقر عند الله واقع أو ذكر و هو حكمة بالغة، و ما بينهما اعتراض.
و منها: قول بعضهم في إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت [33/33] إنه منصوب على الاختصاص.
قال ابن هشام: و هذا ضعيف لوقوعه بعد ضمير الخطاب مثل بك الله نرجو الفضل و إنما الأكثر أن يقع بعد ضمير المتكلم كالحديث نحن معاشر الأنبياء لا نورث و الصواب أنه منادى.
و منها: قول بعضهم في لتستووا على ظهوره [13/43] إن اللام للأمر و الفعل مجزوم.
قال ابن هشام: و الصواب أنها لام العلة و الفعل منصوب لضعف أمر المخاطب باللام.
و منها قول بعضهم: إن الأصل بسمكسر السين أو ضمها على لغة من قال سم أو سم، ثم سكنت السين لئلا تتوالى كسرات، أو لئلا يخرجوا من كسر إلى ضم.
قال ابن هشام: و الأولى قول الجماعة: إن السكون أصل و هي لغة الأكثرين، و هم الذين يبتدءون اسما بهمزة الوصل.
و منها: قول بعضهم في قوله تعالى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى و ثلاث و رباع [3/4] إن الواو نائبة عنأو قال ابن هشام: و لا يعرف ذلك في اللغة، و إنما يقوله بعض ضعفاء المعربين و المفسرين، ثم حكى قول أبي طاهر حمزة بن الحسين الأصفهاني و هو: أن القول بأن الواو بمعنىأو عجز عن درك الحق.
ثم فصل فقال: اعلموا أن الأعداد التي تجمع قسمان قسم يؤتى به ليضم بعضه إلى بعض، و هو الأعداد الأصول نحو ثلاثة أيام في الحج، و سبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة [196/2] و قوله ثلاثين ليلة فأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة [142/7] و قسم يؤتى به لا ليضم بعضه إلى بعض، و إنما يراد الانفراد لا الاجتماع و هو الأعداد المعدولة كهذه الآية و آية سورة فاطر.
و قال منهم جماعة ذو جناحين و جماعة ذو ثلاثة ثلاثة و جماعة ذو أربعة أربعة، فكل جنس منفرد بعدد.
فائدة في بيان فرق المعتزلةذكر الصفدي: أن المعتزلة جنس يطلق على فرق، منهم الواصلية، و الهذلية، و النظامية، و الجاحظية، و الخياطية، و البشرية، و المعمرية، و المردارية، و الثمامية، و الهشامية، و الخابطية، و الجبائية، و هم البهشمية.
و من مشاهيرهم الأعيان الفضلاء: الجاحظ، و أبو هذيل العلاف، و إبراهيم النظام، و واصل بن عطاء، و أحمد بن خابط، و بشر بن المعتمر، و معتمر بن عباد السلمي، و أبو موسى عيسى الملقب بالمردار، و يعرف براهب المعتزلة، و ثمامة بن أشرس، و هشام بن عمر القرطي و أبو الحسن بن أبي عمرو الخياط أستاذ الكعبي، و أبو علي الجبائي أستاذ الشيخ أبي الحسن الأشعري أولا و ابنه أبو هاشم عبد السلام.
هؤلاء هم رءوس مذهب الاعتزال، و هم أساطين هذه البدع، و إليهم تنسب هذه الفرق، و بينهم خلاف و مسائل معروفة بين أصحاب الكلام.
و من فضلاء المعتزلة: أبو الحسين البصري، و الكعبي، و القاضي عبد الجبار، و الرماني النحوي، و أبو علي الفارسي، و أقضى القضاة الماوردي الشافعي، و هذا غريب فإن غالب الشافعية أشاعرة، و الغالب في الحنفية معتزلة، و الغالب في المالكية قدرية، و الغالب في الحنابلة حشوية.
و من المعتزلة: الصاحب بن عباد، و الزمخشري صاحب الكشاف، و الفراء النحوي، و السيرافي.
فائدةالنقباء الاثنا عشرذكر بعض المؤرخين: أن النقباء الاثني عشر منهم سعد بن عبادة، و أسعد بن زرارة، و سعد بن الربيع، و سعد بن خثيمة، و المنذر بن عمر، و عبد الله بن رواحة، و البراء بن معرور، و أبو الهيثم بن التيهان، و أسيد بن حصين، و رافع بن مالك، و كان أسعد بن زرارة أصغرهم و هو أول من بايع النبي ص ليلة العقبة و مات قبل وقعة بدر، أخذته الذبحة و المسجد يبنى، فكواه رسول الله ص و مات في تلك الأيام سنة إحدى من الهجرة في شوال.
فائدةفي تشبيهات القلب و حالاتهقال الغزالي في كتاب الإحياء: القلب مثل قبة لها أبواب تنصب إليها الأحوال من كل باب، و مثل هدف ترمى إليه السهام من كل جانب، و مثل مرآة منصوبة يجتاز عليها الأشخاص فيتراءى فيها صورة بعد صورة، و مثل حوض تنصب إليه مياه مختلفة من أنهار مختلفة.
و اعلم أن مداخل هذه الآثار المتجددة في القلب ساعة فساعة إما من الظاهر كالحواس الخمس، و إما من الباطن كالخيال و الشهوة و الغضب و الأخلاق المركبة في أمزاج الإنسان فإنه إذا أدرك بالحواس شيئا حصل منه أثر في القلب، و كذا إذا هاجت الشهوة أو الغضب حصل من تلك الأحوال آثار في القلب.
و أما إذا منع الإنسان عن الإدراكات الظاهرة فالخيالات الحاصلة في النفس تبقى، و ينتقل الخيال من شي‏ء إلى شي‏ء، و بحسب انتقال الخيال ينتقل القلب من حال إلى حال، فالقلب دائما في التغير و التأثر من هذه الأسباب و أخص الآثار الحاصلة في القلب هي الخواطر و أعني بالخاطر ما يعرض فيه من الأفكار و الأذكار، و أعني بها إدراكات و علوما إما على سبيل التجدد و إما على سبيل التذكر، و إنما تسمى خواطر من حيث إنها تخطر بالخيال بعد أن كان القلب غافلا عنها، فالخواطر هي المحركات للإرادات، و الإرادات محركة للأعضاء.
ثم هذه الخواطر المحركة لهذه الإرادة تنقسم إلى ما يدعو إلى الشر أعني إلى ما يضره في العاقبة، و إلى ما ينفع أعني ما ينفع في العاقبة فهما خاطران مختلفان، فافتقر إلى اسمين مختلفين، فالخاطر المحمود يسمىإلهاما و المذموم يسمى وسواسا.
ثم إنك تعلم أن هذه الخواطر أحوال حادثة فلا بد لها من سبب، و التسلسل محال فلا بد من انتهاء الكل إلى واجب الوجود.
قال الفخر الرازي في تفسيره: هذا ملخص كلام الغزالي بعد حذف التطويلات منه و الحمد لله رب العالمين.
فائدةالألف المقصورةقال الرضي قدس الله روحه: ألف التأنيث المقصورة إنما تعرف بأن لا يلحق ذلك الاسم تنوين و لا تاء.
و الألف المقصورة الزائدة في آخر الاسم على ثلاثة أضرب: إما للإلحاق كأرطى، أو لتكثير حروف الكلمة، أو للتأنيث.
و التي للتكثير لا تكون إلا سادسة يلحقها التنوين، نحو قبعثرى و كمثرى.
و تتميز ألف التأنيث عن ألف الإلحاق خاصة، بأن يزن ما فيه الألف و يجعل في الوزن مكان الألف لاما، فإن لم يجى‏ء على ذلك الوزن اسم علمت أن الألف للتأنيث نحو أجلى و بردى، فإنه لم يجى‏ء اسم على فعلل حتى يكون الاسمان ملحقين به، و معنى الإلحاق أن تزيد في كلمة حرفا في مقابلة حرف أصلي في كلمة أخرى حتى تصير مساوية لها في الحركات و السكنات، بشرط أن يكون المزيد فيها في جميع تصاريفها مثل الملحق بها، و مقصودهم الأهم في ذلك: إقامة القافية أو السجع أو غير ذلك من الأغراض اللفظية، و ليس المقصود اختلاف المعنى بل يجوز أن يكون يختلف و أن لا يختلف، و يجوز أن لا يكون للكلمة قبل الزيادة فيها للإلحاق معنى كجيئل و زينب، فنحو قطع يقطع و أقبل يقبل و قاتل يقاتل ليس بملحق بدحرج يدحرج لمخالفة مصدرهما لمصدره.
فمن الأوزان التي لا تكون ألفها إلا للتأنيثفعلى في الغالب و إنما قلنا في الغالب لما حكى سيبويه في بهمى بهماة، و روى بعضهم في رؤيا رؤياة، و هما شاذان، ففعلى إما غير صفة أو صفة، و الصفة إما مؤنث أفعل التفضيل كالأفضل و الفضلى، و هو قياس، أو لا كمثل أنثى و خنثى و حبلى، و غير الصفة إما مصدر كالبشرى و الرجعى، أو اسم كبهمى، و حزوى.
و بهماة، و رؤياة إن صحا فألفهما عند سيبويه للتأنيث أيضا إذ لم يجى‏ء عنده مثل برقع، و إلحاق التاء لألف التأنيث شاذ، و عند الأخفش للإلحاق، إذ هو يثبت نحو جؤذر، و برقع.
و منها فعلى و لم يأت في كلامهم إلا أسماء، قيل و لم يأت منه إلا ثلاثة أسماء، شعبى و أدمى في موضعين، و أربى للداهية و قال بعضهم جنفى في اسم موضع، و رواه سيبويه بالفتح و المد.
و منها فعلى بفتح الفاء و العين، و هو إما مصدر كالبشكى و الجمزى، و إما وصف كفرس وثبى، و ناقة زلجى أي سريعة، و إما اسم كدقرى و ثملى و أجلى أسماء مواضع.
و منها إفعلى كإجفلى للكثرة و فعالى كحبارى لطائر و فوعالا كحولايا لموضع و فعالىكشقارى نبت و فعللى كجحجبى حي و فعيلى كبقيرى لعبة و فعيلى كخليفى و فعلوتى كرحموتى و فعوللى كحبوكرى للداهية و فوعلىو فيعلى كخوزلى و خيزلى لمشية فيها تفكك و يفعلى كيهيرى للباطل و مفعلى كمكورى للئيم و مفعلى كمرعزى.
و فعللى كهربذى لمشية في شق و فعللايا كبردرايا موضع و فعليا كرزبيا للداهية و فعليا كزكريا و فعلنى كعرضنى لنوع من السير وفعلى كدفقى نوع من السير و فعنلى كجلندى اسم رجل و جاء بضم اللام و فعلى كسمهى للباطل و فعالى كصحارى و فعللى كهندبا و فعلىكسبطرى مشية فيها تبختر و إفعيلى كإهجيرى للعادة.
فهذه أحد و ثلاثون مثالا، و لعلها تستغرق أكثر أبنية المؤنث بالألف المقصورة المختصة بها.
و أما فعلى و فعلى فهما مشتركان في التأنيث و الإلحاق، ففعلى إذا كان أنثى فعلان أو مصدرا كدعوى أو جمعا كمرضى و جرحى فألفها للتأنيث.
و إذا كان اسما غير ما ذكرنا فقد يكون للإلحاق كعلقى لنبت فيمن نون، و قد يكون للتأنيث كالشروى.
و أما فعلىفإن كان مصدرا كالذكرى أو جمعا كحجلى و ظربى و لا ثالث لهما فلا يكون ألفه إلا للتأنيث، و فعلى إذا كان صفة قال سيبويه لا يكون إلا مع التاء فالألف للإلحاق نحو رجل عزهاة و امرأة سعلاة و قيل فيضيزى و حيكى : أصلهما الضم، و حكى ثعلبعزهى بلا تاء فهو مخالف لقول سيبويه.
و إذا كان غير الأوجه المذكورة من الصفة و المصدر و الجمع فقد تكون للإلحاق نحو معزى بالتنوين، و قد تكون للتأنيث كالدفلى و الشعرى، و قد تكون الألف ذا وجهين الإلحاق و التأنيث كتترى منونا و غير منون، و كذا ذفرى.