قوله تعالى: اهدنا الصراط المستقيم [6/1] أي ادللنا عليه و ثبتنا عليه.
و عن الصادق عليه السلام : أرشدنا للزوم الطريق المؤدي إلى محبتك و المبلغ إلى جنتك و المانع من أن نتبع أهواءنا فنعطب أو نأخذ بآرائنا فنهلك .
قوله تعالى: و لو شئنا لآتينا كل نفس هديها [13/32] أي على طريق القصر و الإجبار لا على طريق التكليف و الاختيار.
قوله تعالى: فمن اتبع هداي فلا يضل و لا يشقى [123/20] أراد بالهدى الكتاب و الشريعة.
و عن ابن عباس: ضمن الله تعالى لمن تبع القرآن لا يضل في الدنيا و لا يشقى في الآخرةثم تلا الآية.
قوله تعالى: و إنك لتهدي إلى صراط مستقيم [52/42] و معناه الدلالة، و مثله فاهدوهم إلى صراط الجحيم [23/37]، و قوله: قل الله يهدي للحق [35/10] و قوله: إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم [9/17] و قوله: إن علينا للهدى [12/92] و قوله: أو أجد على النار هدى [10/20] و قوله: و ما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم [115/9] كل ذلك بمعنى الدلالة، و كذا قوله: و هديناه النجدين [10/90] لأن الآية واردة في معرض الامتنان، و لا يمن بالإيصال إلى طريق الشر، و مثله إنا هديناه السبيل إما شاكرا و إما كفورا [3/76] أي عرفناه إما آخذ و إما تارك - كذا روي عن الصادق ع .
قال بعض الأفاضل: و بهذا يظهر ضعف التفصيل بأن الهداية إن تعدت إلى المفعول الثاني بنفسها كانت بمعنى الدلالة الموصلة إلى المطلوب، و إن تعدت باللام أو إلى كانت بمعنى الدلالة على ما يوصل.
قوله تعالى: أ و لم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم [100/7] قال الشيخ أبو علي: المعنى: أو لم يهد للذين يخلفون من خلا قبلهم في ديارهم و يرثونهم أرضهم هذا الشأن و هو أنا لو أصبناهم بذنوبهم كما أصبنا من قبلهم و أهلكناهم كما أهلكنا أولئك.
و قرىء أ و لم نهد بالنون و على ذلك فيكون أن لو نشاء أصبناهم منصوب الموضع، بمعنى أ و لم نبين لهم هذا الشأن، و لذلك عديت الهداية باللام لأنه بمعنى التبيين.
قوله تعالى: هدى للمتقين [2/2] فإن قيل: لم قال هدى للمتقين و المتقون مهتدون؟ قلنا: هو مثل قولك للعزيز المكرم: أعزك الله و أكرمك تريد طلب الزيادة إلى ما هو ثابت فيه و استدامته كقوله: اهدنا الصراط المستقيم [6/1].
قوله تعالى: أ و لم يهد لهم [26/32] أي أ و لم يبين لهم.
قوله تعالى: و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا [73/21] أي يهدون إلى شرائعنا، و يقال: يدعون إلى الإسلام.
قوله تعالى: إن الله لا يهدي كيد الخائنين [52/12] أي لا يمضيه و لا ينفذه، و يقال: لا يصلحه.
قوله تعالى: فبهداهم اقتده [90/6] يريد بطريقتهم في الإيمان بالله و توحيده و عدله، دون الشرائع فإنها يتطرق إليها النسخ أو بتبليغ الرسالة، و الهاء للوقف.
قوله تعالى: و أما ثمود فهديناهم [17/41] أي عرفناهم و بينا لهم الحق و دعوناهم إليه فاستحبوا العمى على الهدى و هم يعرفون.
و الهدى الرشاد و الدلالة و البيان، يذكر و يؤنث.
و الهدى هديان: هدى دلالة فالخلق به مهديون، و هو الذي تقدر عليه الرسل، قال تعالى: إنك تهدي إلى صراط مستقيم فأثبت له الهدى الذي معناه الدلالة و الدعوة و البينة.
و تفرد هو تعالى بالهدى الذي معناه التوفيق و التأييد كما قال تعالى: إنك لا تهدي من أحببت و قال: إن الله لا يهدي القوم الظالمين و قال: و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و قال: و الذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم.
سيهديهم و يصلح بالهم.
قوله تعالى: حتى يبلغ الهدي محله [196/2] الهدي و الهدي على فعيل لغتان، و هو ما يهدى إلى بيت الله الحرام من بدنة أو غيرها، الواحدة هدية و هدية.
قوله تعالى: و إني مرسلة إليهم بهدية [35/27] قيل: بعثت حقة و فيها جوهرة عظيمة و قالت للرسول: قل له: يثقب هذه الجوهرة بلا حديدة و لا نار، فأتاه الرسول بذلك، فأمر سليمان بعض جنوده من الديدان فأخذ خيطا في فيه ثم ثقبها و أخرج الخيط من الجانب الآخر .
و عن الزمخشري: أنها بعثت إلى النبي سليمان بن داود عليه السلام خمسمائة غلام عليهم ثياب الجواري و حلاهن و خمسمائة جارية على زي الغلمان و كلهم على سروج الذهب و الخيل المسومة و ألف لبنة من الذهب و الفضة و تاجا مكللا بالدر و الياقوت و المسك و العنبر و حقا فيه درة سمينة و جزعة معوجة الثقب، و بعثت إليه رجلين من أشراف قومها و هما منذر بن عمرو و أخردار و هما ذوا عقل و قالت: إن كان نبيا ميز بين الغلمان و الجواري و ثقب الدرة ثقبا مستويا و سلك في الخرزة خيطا، ثم قالت للمنذر: إن نظر إليك نظر غضبان فهو ملك فلا يهولنك أمره و إن رأيته بشا لطيفا فهو نبي، فأعلم الله تعالى نبيه سليمان بن داود عليه السلام بذلك فأمر الجن فضربوا لبن الذهب و الفضة و فرشوها في ميدان طوله سبعة فراسخ و أخطئوا مكان ألف لبنة، فلما وصلا إليه ميز الغلمان من الجواري و ثقب الجذعة و سلك في ثقبها خيطا و فرش اللبن في تلك البقعة التي تركوها خالية كأن تلك اللبنة سرقت من ذلك اللبن و قد تلقاه باللطف و البشاشةو في الدعاء: اللهم اهدني فيمن هديتأي اجعل لي نصيبا وافرا من من الاهتداء معدودة في زمرة المهتدين من الأنبياء و الأولياء.
و فيه: اللهم اهدني من عندكقيل: يمكن أن يراد بالهداية هنا الدلالة الموصلة إلى المطلوب و هو الفوز بالجنة و محو آثار العلائق الجسمانية و قصر العقل على عبادة الرحمن و اكتساب الجنان.
و الهادي من أسمائه تعالى، و هو الذي بصر عباده و عرفهم طريق معرفته حتى أقروا بربوبيته، و هدى كل مخلوق إلى ما لا بد له منه في بقائه و دوام وجوده.
و الهادي الدليل، و منه قوله تعالى: و لكل قوم هاد [7/13].
و الهادي علي بن محمد الجواد .
و الهادي: العنق، سمي بذلك لأنه يهدي الجسد.
و هوادي الخيل: أوائلها.
و في الدعاء: و أعوذ بك من الشرك و هواديهأي أوائله و هواديه.
و أهديت له و أهديت إليه من الهدية واحدة الهدايا.
و الهداء بالكسر مصدر قولك: هديت العروس إلى بعلها هداء فهي مهداة، و قد هديت إليه.
و التهادي: أن يهدي بعضهم إلى بعض، و منه الحديث: تهادوا تحابواو كان النبي صلى الله عليه و آله يستهدي ماء زمزم و هو بالمدينة، أي يستدعي أن يهدى إليه ذلك.
و المهدي: من هداه الله إلى الحق.
و المهدي اسم للقائم من آل محمد عليه السلام الذي بشر صلى الله عليه و آله بمجيئه في آخر الزمان يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا الذي يجتمع مع عيسى عليه السلام بالقسطنطينية يملك العرب و العجم و يقتل الدجال، و هو محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب زوج البتول و ابن عم الرسول، أقر بظهوره المخالف و المؤالف و تواترت الأخبار بذلك .
اللهم عجل فرجه و أرنا فلجه و اجعلنا من أتباعه و أنصاره.
و المهدي ولد المنصور من خلفاء العباسية .
و في الدعاء: و اجعله هاديا مهدياقيل: فيه تقديم و تأخير لأنه لا يكون هاديا حتى يهتدي.
و في الخبر: خرج من مرض موته و هو يهادي بين رجلينأي يمشي بينهما معتمدا عليهما من ضعفه و تمايله.
و الهدي كتمر: الهيئة و السيرة و الطريقة، و منه قولهم: هدى هدي فلان.
و في حديث علي عليه السلام : كنت أشبههم برسول الله صلى الله عليه و آله هدياو مثله: و رغبوا عن هدي رسول اللهو فلان حسن السمت و الهدي كأنه يشير بالسمت إلى ما يرى على الإنسان من الخشوع و التواضع لله، و بالهدي ما يتحلى به من السكينة و الوقار و إلى ما يسلكه من المذهب المرضي.
و في الخبر: الهدي و السمت الصالح جزء من خمسة و عشرين جزءا من النبوة |