لغت: ولا
قوله تعالى: فتولى بركنه [39/51] أي أعرض بجانبه.
قوله تعالى: أولى الناس بإبراهيم [68/3] يعني أحقهم منه به و أقربهم منه، من الولي و هو القرب.
قوله تعالى: هنا لك الولاية لله [44/18] هي بالفتح: الربوبية، يعني يومئذ يتولون الله و يؤمنون به و يتبرءون مما كانوا يعبدون.
و الولاية أيضا: النصرة، و بالكسر: الإمارة، مصدر وليت، و يقال: هما لغتان بمعنى الدولة.
و في النهاية: هي بالفتح: المحبة، و بالكسر: التولية و السلطان، و مثله الولاء بالكسر - عن ابن السكيت.
قوله تعالى: ما لكم من ولايتهم من شي‏ء [72/8] أي من توليتهم في الميراث، و كان المهاجرون و الأنصار يتوارثون بالهجرة و النصرة دون الأقارب حتى نسخ بآية أولي الأرحام.
و الولي: الوالي، و كل من ولي أمر أحد فهو وليه.
و الولي هو الذي له النصرة و المعونة.
و الولي الذي يدير الأمر، يقال: فلان ولي المرأة إذا كان يريد نكاحها.
و ولي الدم: من كان إليه المطالبة بالقود.
و السلطان ولي أمر الرعية، و منه قول الكميت في حق علي بن أبي طالب عو نعم ولي الأمر بعد وليه و منتجع التقوى و نعم المقربقوله تعالى: إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكوة و هم راكعون [55/5] نزلت في حق علي عليه السلام عند المخالف و المؤالف حين سأله سائل و هو راكع في صلاته فأومأ إليه بخنصره اليمنى فأخذ السائل الخاتم من خنصره ، و رواه الثعلبي في تفسيره.
قال الشيخ أبو علي: و الحديث طويل و فيه أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال: اللهم اشرح لي صدري و يسر لي أمري و اجعل لي وزيرا من أهلي عليا أخي اشدد به ظهري قال أبو ذر: فوالله ما استتم الكلام حتى نزل جبرئيل عليه السلام فقال يا محمد اقرأ: إنما وليكم الله و رسولهالآية.
قال: المعنى: الذي يتولى تدبيركم و يلي أموركم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين هذه صفاتهم الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكوة و هم راكعون.
قال الشيخ أبو علي: قال جار الله: إنما جي‏ء به على لفظ الجمع - و إن كان السبب فيه رجلا واحدا - ليرغب الناس في مثل فعله و لينبه أن سجية المؤمن يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البر و الإحسان.
ثم قال الشيخ أبو علي: و أقول: قد اشتهر في اللغة العبارة عن الواحد بلفظ الجمع للتعظيم فلا يحتاج إلى الاستدلال عليه، فهذه الآية من أوضح الدلائل على صحة إمامة علي عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه و آله بلا فصل و نقل أنه اجتمع جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله في مسجد المدينة فقال بعضهم لبعض: إن كفرنا بهذه الآية كفرنا بسائرها و إن آمنا صارت فيما يقول و لكنا نتولى و لا نطيع عليا فيما أمر فنزلت يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها .
قوله تعالى: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم [6/33] روي عن الباقر عليه السلام : إنها نزلت في الإمرةيعني في الإمارة، أي هو صلى الله عليه و آله أحق بهم من أنفسهم حتى لو احتاج إلى مملوك لأحد هو محتاج إليه جاز أخذه منه.
و منه الحديث: النبي صلى الله عليه و آله أولى بكل مؤمن من نفسه و كذا علي من بعدهو تفسيره أن الرجل ليست له على نفسه ولاية إن لم يكن له مال و ليس له على عياله أمر و نهي إذا لم يجر عليهم النفقة، و النبيصلى الله عليه و آله و علي عليه السلام و من بعدهما لزمهم هذا، فمن هناك صاروا أولى بهم من أنفسهم.
قوله تعالى: و أولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله [75/8] أي من المهاجرين و غيرهم إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا أي إلى أصدقائكم من المؤمنين معروفا، و عدي الفعل بإلى لتضمنه معنى الإسداء.
قوله تعالى: و كذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون [129/6] قال المفسر: الكاف في و كذلك للتشبيه، و المعنى أنا كما وكلنا هؤلاء الظالمين من الجن و الإنس بعضهم إلى بعض و تبرأنا منهم فكذلك نكل الظالمين بعضهم إلى بعض يوم القيامة و نكل الأتباع إلى المتبوعين ليخلصوهم من العذاب.
و عن ابن عباس: إذا رضي الله عن قوم ولي أمرهم خيارهم و إذا سخط على قوم ولي أمرهم شرارهم .
قوله تعالى: لم يكن له ولي من الذل [111/17] الولي ما يقوم مقامه في أمور تختص به لعجزه، كولي الطفل و المجنون، فيلزم أن يكون محتاجا إلى الولي، و هو محال لكونه غنيا مطلقا.
و أيضا إن كان الولي محتاجا إليه تعالى لزم الدور المحال و إلا كان مشاركا له، و إنما قيده بكونه من الذل لأنه لم يكن وليا في الحقيقة بل من الأسباب، و هو تعالى مسبب الأسباب.
و قد مر في نفا ما ينفع هنا.
قوله تعالى: اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم [28/27] أي تنح عنهم إلى مكان قريب تتوارى فيه ليكون ما يقولون بمسمع منك فانظر ما يردون عليك من الجواب.
و قيل: فيه تقديم و تأخير، و المعنى اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم فانظر ما ذا يرجعون ثم تول عنهم.
قوله تعالى: لا يألونكم خبالا [118/3] أي لا يقصرون في إفساد حالكم.
قوله تعالى: أولى لك فأولى [34/75] هو تهديد و وعيد، أي قد وليك شر فاحذره.
و عن الرضا عليه السلام قال: يقول الله تبارك و تعالى: بعدا لك من خير الدنيا بعدا لك من خير الآخرة .
قوله تعالى: فأولى لهم [20/47] هو وعيد بمعنى فويل لهم، و هو أفعل من ولي و هو القرب، أي وليهم و قاربهم ما يكرهون.
قوله تعالى: يؤلون من نسائهم [226/2] أي يحلفون على ترك وطي أزواجهم من الألية و هي اليمين، و كانت العرب في الجاهلية يكره الرجل منهم المرأة و يكره أن يتزوجها أحد فيحلف أن لا يطأها أبدا و لا يخلي سبيلها إضرارا بها، فتكون معلقة حتى يموت أحدهما، فأبطل الله تعالى ذلك الفعل.
قوله تعالى: نحن أولياؤكم في الحيوة الدنيا [31/41] أي كنا نحرسكم من الشياطين و في الآخرة أي عند الموت.
قوله تعالى: إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه [175/3] قيل: المراد يخوفكم أولياءه فحذف المفعول الأول كما تقول: أعطيت الأموال أي أعطيت القوم الأموال، و قيل المراد يخوف بأوليائه فحذف الباء و أعمل الفعل.
و أولياء الشيطان: أنصاره و أتباعه، الواحد ولي.
قوله تعالى: إن وليي الله الذي نزل الكتاب و هو يتولى الصالحين [196/7] أي ناصري و حافظي و دافع شركم عني الذي نزل القرآن و أعزني برسالته و هو من عادته يتولى الصالحين و ينصر المطيعين له من عباده.
قوله تعالى: أنت وليي في الدنيا و الآخرة [101/12] أي أنت تتولى أمري في الأولى و العقبى و أنت القائم به.
قوله تعالى: الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور [257/2]قال الصادق عليه السلام : يعني من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة و المغفرة لولايتهم كل إمام عادل من الله، و الذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات قال: إنما عنى بهذا أنهم كانوا على نور الإسلام فلما تولوا كل إمام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم إياه من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر فأوجب لهم النار مع الكفار فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدونقوله تعالى: قاتلوا الذين يلونكم من الكفار [123/9] أي يقربون منكم.
قوله تعالى: ما لهم من دونه من وال [11/13] أي من ولي، كما يقال: قادر و بر.
قوله تعالى: فأينما تولوا فثم وجه الله [115/2] أي أينما توجهوا وجوهكم.
قوله تعالى: فول وجهك شطر المسجد الحرام [144/2] أي وجه وجهك.
و التولية تكون إقبالا و منها قوله تعالى: و لكل وجهة هو موليها [148/2] أي مستقبلها.
و تكون انصرافا، و منه قوله تعالى: يولوكم الأدبار [111/3].
و تكون بمعنى التولي، يقال: وليت و توليت.
و التولي يكون بمعنى الإعراض و بمعنى الاتباع، قال تعالى: و إن تتولوا يستبدل قوما غيركم [38/47] أي إن تعرضوا عن الإسلام.
قوله تعالى: و من يتولهم منكم فإنه منهم [51/5] أي و من يتبعهم و ينصرهم.
قوله تعالى: و الذي تولى كبره منهم [11/24] أي ولي وزر الإفك و إشاعته.
قوله تعالى: و إني خفت الموالي [5/19] هم العمومة و بنو العم، و من ورائي من بعد موتي.
قوله تعالى: فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل [282/2] الولي للوصي و المجنون إما الأب أو الجد، و مع عدمهما الوصي عن أحدهما، و مع عدمهم الحاكم.
و أما السفيه فإن كان سفهه مستمرا عقيب الصبي فوليه الأب و الجد و إن كان طارئا فالحاكم.
قوله تعالى: ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون [62/10] قال بعض المحققين: طريقة الأولياء مبنية على مجاهدات نفسانية و إزالة عوائق بدنية و توجه نحو طلب الكمال الذي يسمى بالسلوك، و من جملة تلك المجاهدات التوبة، و هي الرجوع عن المعصية، و الإنابة و هي الرجوع إلى الله تعالى و الإقبال عليه، و الإخلاص و هو أن جميع ما يفعله السالك و يقول يكون تقربا إلى الله تعالى وحده لا يشوبه شي‏ء، و الزهد في الدنيا، و إيثار الفقر و ليس المراد به عدم المال بل عدم الرغبة في القينات الدنيوية، و الرياضة، و الحزن على ما فات، و الخوف على ما لم يأت، و الرجاء، و الصبر، و الشكر، و نحو ذلك من الكمالات.
قوله تعالى: لبئس المولى و لبئس العشير [13/22] أي لبئس الناصر و لبئس الصاحب.
قوله تعالى: فإن الله هو موليه [4/66] أي وليه و المتولي حفظه و نصرته بذاته، و جبرئيل الذي هو رأس الكروبيين، و صالح المؤمنين الذي هو علي بن أبي طالب عليه السلام .
هكذا روي عن طريق المخالف و المؤالف .
قوله تعالى: و لكل جعلنا موالي [33/4] الموالي هم الوارث، و التقدير و جعلنا لكل إنسان موالي يرثونه مما ترك، و من للتعدية، و الضمير في ترك للإنسان الميت، أي يرثونه مما ترك، الوالدان خبر مبتدإ محذوف أي هم الوالدان، و الأقربون الأقرب فالأقرب.
قوله تعالى: ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا [11/47] أي وليهم و القائم بأمورهم، و كل من ولي عليك فهو مولاك.
قوله تعالى: بل الله موليكم [150/3] أي ناصركم و وليكم فأطيعوه.
قوله تعالى: مأواكم النار هي مولاكم [15/57] أي هي أولى بكم، أو عاقبتكم.
قوله تعالى: و إن الكافرين لا مولى لهم [11/47] أي لا ولي و لا نصير لهم.
و في الحديث نهي عن بيع الولاء، كانت العرب تبيع الولاء و تهبه فنهي عنه.
و الولاء بفتح الواو و المد: حق إرث المعتق، أو ورثته من المعتق، و أصله القرب و الدنو، و المراد هنا قرب أحد الشخصين فصاعدا إلى آخر على وجه يوجب الإرث بغير نسب و لا زوجية، و أقسامه ثلاثة: العتق، و ضامن الجريرة، و الإمام.
و تمام الكلام في المسألة يطلب من محله.
و فيه: الولاء لحمة كلحمة النسبو روي كلحمة الثوبقيل في النسب بالضم و في الثوب بالضم و الفتح، و قيل بالفتح وحده، و قيل فيهما بالفتح، و معناه المخالطة في الولاء و إنها تجري النسب في الميراث كما تخالط اللحمة سدى الثوب حتى تصير كالشى‏ء الواحد لما بينهما من المداخلة الشديدة.
و فيه: الزكاة لأهل الولايةو فسرت بالذين يتولون الأئمة الاثني عشر عليه السلام .
و فيه: بني الإسلام على خمسمنها الولاية.
الولاية بالفتح: محبة أهل البيت و أتباعهم في الدين و امتثال أوامرهم و نواهيهم، و التأسي بهم في الأعمال و الأخلاق، و أما معرفة حقهم و اعتقاد الإمامة فيهم فذلك من أصول الدين لا من الفروع العملية.
و الولي من أسمائه تعالى، و هو الناصر ينصر عباده المؤمنين، و قيل المتولي لأمور العالم و الخلائق القائم بها، و أصل الكلمة من الولي و هو القرب، يقال: تباعد بعد ولي أي بعد قرب.
و الوالي أيضا من أسمائه تعالى، و هو المالك للأشياء المتولي أمرها المتصرف فيها.
و الولاية تشعر بالتدبير و القدرة و الفعل، و ما لم يجتمع فيها ذلك لم يطلق عليها اسم الوالي.
و في الحديث: من ترك الحج كان على الوالي جبرهأراد به الحاكم المتأمر عليهم.
و ألى أليا مثل أتى أتيا: إذا حلف، فهو مولى.
و آلى يولي إيلاء: إذا حلف مطلقا، و شرعا هو الحلف على ترك وطي الزوجة الدائمة المدخول بها أبدا أو مطلقا، و الفرق بين الإيلاء و اليمين أن الإيلاء لا بد و أن يكون فيه ضرر على الزوجة و لا ينعقد بدونه فيكون يمينا، و ينعقد في كل موضع ينعقد فيه اليمين.
و آلى من نسائه: حلف أن لا يدخل عليهن، و عداه بمن حملا على معنى الامتناع.
و الولاة جمع ولي، و هو من يوالي الإنسان و ينضم إليه و يكون من جملته و أتباعه و الناصرين له.
و والى بين الشيئين: تابع.
و يتوالى عليه الشهران: تتابع.
و استولى عليه الشي‏ء: بلغ الغاية.
و التولية في البيع: هو أن يشتري الشي‏ء و يوليه غيره برأس ماله.
و أولى أن يزيد على كذا أي قارب أن يزيد عليه.
و فلان أولى بكذا أي أحرى به و أجدر.
و يقال: هو الأولى و هم الأوالي و الأولون مثل الأعلى و الأعالي و الأعلون.
و تقول في المرأة: هي الوليا و هما الولييان و هن الولي، و إن شئت قلت: الولييات مثل الكبرى و الكبريات - قاله في المصباح.
و الولي: ضد العدو، و الأولياء: ضد الأعداء.
و في الدعاء: اللهم اغفر لأوليائنا و أصدقائناو كل مما يليك أي مما يقاربك.
و في الحديث المشهور عن النبي صلى الله عليه و آله : من كنت مولاه فعلي مولاهقيل في معناه: أي من أحبني و تولاني فليحبه و ليتوله، و قيل أراد ولاء الإسلام كقوله تعالى: ذلك بأن الله مولى الذين آمنواو قول عمر: أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنةو في معاني الأخبار: المولى في اللغة يحتمل أن يكون مالك الرق كما يملك المولى عبده و له أن يبيعه أو يهبه، و يحتمل أن يكون المعتق من الرق، و يحتمل أن يكون المولى المعتق، و هذه الأوجه الثلاثة مشهورة عند الخاصة و العامة، فهي ساقطة في قول النبي صلى الله عليه و آله لأنه لا يجوز أن يكون عنى بقوله: من كنت مولاه فعلي مولاهواحدة منها لأنه لا يملك بيع المسلمين و لا عتقهم من رق العبودية و لا أعتقوه عليه السلام ، و يحتمل أيضا أن يكون المولى ابن العم، قال الشاعر : مهلا بني عمنا مهلا موالينا لم تظهرون لنا ما كان مدفوناو يحتمل أن يكون المولى العاقبة، قال الله عز و جل: مأواكم النار هي مولاكم أي عاقبتكم و ما يئول بكم الحال إليه، و يحتمل أن يكون المولى لما يلي الشي‏ء مثل خلفه و قدامه، قال الشاعر : فغدت كلا الفرجين تحسب أنه مولى المخافة خلفها و أمامهاو لم نجد أيضا شيئا من هذه الأوجه يجوز أن يكون النبي صلى الله عليه و آله عناه بقوله: فمن كنت مولاه فعلي مولاهلأنه لا يجوز أن يقول: من كنت ابن عمه فعلي ابن عمه، لأن ذلك معروف و معلوم و تكريره على المسلمين عبث و بلا فائدة، و ليس يجوز أن يعني به عاقبة أمرهم و لا خلف و لا قدام لأنه لا معنى له و لا فائدة.
و وجدنا اللغة تجيز أن يقول الرجل: فلان مولاي إذا كان مالك طاعته، فكان هذا هو المعنى الذي عناه النبي صلى الله عليه و آله بقوله: فمن كنت مولاه فعلي مولاه