قوله تعالى: و أوحى ربك إلى النحل [68/16] أي ألهمها و قذف في قلبها و علمها على وجه لا سبيل لأحد على الوقوف أن اتخذي هي المفسرة، لأن الإيحاء فيه معنى القول، و قرىء بيوتا بكسر الباء في جميع القرآن - كذا ذكره الشيخ أبو علي.
قوله تعالى: فأوحى إلى عبده ما أوحى [10/53] الضمير لله و إن لم يجر له ذكر، لعدم الالتباس فيه، ما أوحى تفخيم للوحي، و ما مصدرية، و يجوز أن تكون موصولة.
قيل: أوحى إليه أن الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها، و على الأمم حتى تدخلها أمتك.
و قيل: معنى فأوحى إلى عبده ما أوحى من الوحي الإشارة لقوله تعالى: فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة و عشيا [11/19].
و قيل: معنى أوحى إليهم: أومأ و رمز، و قيل كتب لهم بيده في الأرض.
قوله تعالى: و إذ أوحيت إلى الحواريين [111/5] أي ألقيت في قلوبهم، و قيل: أمرتهم، و مثله قوله تعالى: و أوحينا إلى أم موسى [7/28] و قيل: هي وحي أعلام لا إلهام، يدل عليه قوله تعالى: إنا رادوه إليك و جاعلوه من المرسلين.
و أصله في لغة العرب إعلام في خفاء و لذلك صار الإلهام يسمى وحيا.
قوله تعالى: و إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم [121/6] أي ليوسوسون لأوليائهم من الكفار.
1 قوله تعالى: و كذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الجن و الإنس يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا [112/6] قال المفسر: نصب عدوا على أحد وجهين: إما أن يكون مفعول جعلنا و شياطين بدل منه و مفسر له و عدوا بمعنى أعداء، و إما أن يكون مفعولا ثانيا على تقدير جعلنا شياطين الإنس و الجن أعداء.
و غرورا نصب على المصدر من معنى الفعل المتقدم، لأن في معنى الزخرف من القول معنى الغرور، فكأنه قال: يغرون غرورا، و قوله: يوحي أي يوسوس و يلقي خفية بعضهم إلى بعض، و قوله: زخرف القول أي المزين الذين يستحسن ظاهرا و لا حقيقة له و لا أصل، و المراد بشياطين الإنس و الجن مردة الكفار من الفريقين، و قيل: شياطين الإنس الذين يغرونهم و شياطين الجن الذين من ولد إبليس.
و عن بعض المفسرين عن ابن عباس إن إبليس جعل جنده فريقين فبعث فريقا منهم إلى الإنس و فريقا إلى الجن، فشياطين الجن و الإنس أعداء الرسل و المؤمنين، فيلتقي شياطين الإنس و شياطين الجن في كل حين فيقول بعضهم لبعض: أضللت صاحبي بكذا فأضل صاحبك بمثلها، فذلك معنى يوحي بعضهم إلى بعض .
و عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: إن الشياطين يلقى بعضهم بعضا فيلقي إليه ما يغوي به الخلق حتى يتعلم بعضهم من بعض .
و الوحي مصدر وحى إليه يحي من باب وعد، و أوحى له بالألف مثله، و جمعه وحي و الأصل فعول مثل فلوس ثم غلب استعمال الوحي فيما يلقى إلى الأنبياء من عند الله.
و في القاموس: الوحي الإشارة و الكتابة و المكتوب و الرسالة و الإلهام 2 و الكلام الخفي و كل ما ألقيته إلى غيرك -
و الفرج الوحي بتشديد الياء: السريع، و مثله موت وحي مثل سريع لفظا و معنى، فعيل بمعنى فاعل، و منه ذكاة وحية أي سريعة.
و الوحا الوحا بالمد و القصر أي السرعة السرعة، و هو منصوب بفعل مضمر.
و استوحيته: استصرخته. |