لغت: نوا
في الخبر: ((ثلاثه من أمر الجاهليه)) وعد منها الأنواء وهي جمع ((نوء)) بفتح نون و سكون واو فهمزه وهو النجم.
قال أبوعبيده - ثقلا عنه-: هي ثمانيه وعشرون نجما معروفه المطالع في أزمنه السنه كلها من الصيف والشتاء والربيع والخريف يسقط منها في كل ثلاث عشر ليله نجم في المغرب مع طلوع الفجر و يطلع آخر يقابله في المشرق من ساعته وكلاهما معلوم مسمي وانقضاء هذه الثمانيه والعشرين مع انقضاء السنه ثم يرجع الأمر الي النجم الأول مع استئناف السنه المقبله، وكانت العرب في الجاهليه اذا سقط منها نجم وطلع الآخر قالوا: لابد أن يكون عند ذلك رياح ومطر، فينسبون كل غيث يكون عند ذلك الي النجم الذي يسقط حينئذ فيقولون: ((مطرنا بنوء كذا)) ...
قال: ويسمي نوءا لأنه اذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق بالطلوع، وذلك النهوض هو النوء فسمي النجم به ...
قالوا: وقد يكون النوء السقوط، وانما غلظ النبي القول فيمن يقول: ((مطرنا بنوء كذا)) لأن العرب كانت تقول انما هو فعل النجم ولا يجعلونه سقيا من الله تعالي، وأما من جعل المطر من فعل الله تعالي و أراد مطرنا بنوء كذا أي في هذا الوقت فلا بأس فيه.
و في الحديث: ((نيه المومن حير من عمله)) وله وجوه من التفسير:(منها) أن المومن بنوي فعل خيرات كثيره ويفعل بعضها فنيته خير من عمله.
و (منها) ما نقل أنه كان في المدينه قنطره فعزم رجل مومن علي بنائها فسبقه كافر الي ذلك فقيل النبي (ص) في ذلك فقال: ((نيه المومن خير من عمله)) يعني من عمل الكافر.
و (منها) ما قيل من أن النيه هي القصد، وذلك واسطه بين العلم والعمل، لأنه اذا لم يعلم بترجيح أمر لم يقصد فعله و اذا لم يقصد فعله لم يقع، واذا كان المقصود حصول الكمال م الكامل المطلق ينبغي اشتمال النيه علي طلب القريه الي الله تعالي اذ هو الكامل المطلق، واذا كانت كذلك كانت وحدها خيرا من العمل بلانيه وحده، لأنها بمنزله الروح والعمل بمنزله الجسد، وحياه الجسد بالروح لا الروح بالجسد، فهي خير منه لأن الجسد بغير روح لا خير فيه، و يأتي في ((شكل)) ما ينفع هنا.
و((النيه)) هي القصد و العزم علي الفعل، اسم من نوبت نيه و نواه أي قصدت و عزمت، والتخفيف لغه، ثم خصت في غالب الاستعمال بعزم القلب علي أمر من الأمور.
والنيه أيضا: الوجه الذي ينويه المسافر من قرب أو بعد.
وفي الحديث المشهور: ((انما الأعمال بالنيات وانما لكل امريء مانوي)) قيل: الجمله الاولي لشرط الأعمال والثانيه لتعيين النوي.
و ((النوي)) بالفتح: البعد، ومنه حديث علي (ع) للمغيره بن الأخنس : ((أبعد الله نواك)) من قولهم: ((بعدت نواهم)) اذا بعدوا بعدا شديدا.
و ((النواه)) اسم لخمسه دراهم عندهم و ((النوي)) معروف، مسمي بذلك من أجل أنه ناء عن الخير ومتباعد عنه، و ((فلان النوي لمن يزاوله)).
و((المناوأه)) اظهار المعاداه والمفاخره، والأصل فيه الهمز لأنه من ((النوء)) وهو النهوض، و ربما تركت الهمزه فيه، و انما استعمل في المعاداه لأن كلا من المتعاديين ينهض الي قتال صاحبه و مفاخرته.