في أَسماء الله تعالى: النُّورُ؛ قال ابن الأَثير: هو الذي
يُبْصِرُ بنوره ذو العَمَاية ويَرْشُدُ بهداه ذو الغَوايَةِ، وقيل: هو الظاهر
الذي به كل ظهور، والظاهر في نفسه المُظْهِر لغيره يسمى نوراً. قال أَبو
منصور: والنُّور من صفات الله عز وجل، قال الله عز وجل: الله نُورُ
السموات والأَرض؛ قيل في تفسيره: هادي أَهل السموات والأَرض، وقيل: مَثل نوره
كمشكاة فيها مصباح؛ أَي مثل نور هداه في قلب المؤمن كمشكاة فيها مصباح.
والنُّورُ: الضياء. والنور: ضد الظلمة. وفي المحكم: النُّور الضَّوْءُ،
أَيًّا كان، وقيل: هو شعاعه وسطوعه، والجمع أَنْوارٌ ونِيرانٌ؛ عن ثعلب.
وقد نارَ نَوْراً وأَنارَ واسْتَنارَ ونَوَّرَ؛ الأَخيرة عن اللحياني،
بمعنى واحد، أَي أَضاء، كما يقال: بانَ الشيءُ وأَبانَ وبَيَّنَ
وتَبَيَّنَ واسْتَبانَ بمعنى واحد. واسْتَنار به: اسْتَمَدَّ شُعاعَه. ونَوَّرَ
الصبحُ: ظهر نُورُه؛ قال:
وحَتَّى يَبِيتَ القومُ في الصَّيفِ ليلَةً
يقولون: نَوِّرْ صُبْحُ، والليلُ عاتِمُ
وفي الحديث: فَرَض عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، للجدّ ثم أَنارَها زيدُ
بن ثابت أَي نَوَّرَها وأَوضحها وبَيَّنَها. والتَّنْوِير: وقت إِسفار
الصبح؛ يقال: قد نَوَّر الصبحُ تَنْوِيراً. والتنوير: الإِنارة. والتنوير:
الإِسفار. وفي حديث مواقيت الصلاة: أَنه نَوَّرَ بالفَجْرِ أَي صلاَّها،
وقد اسْتنار لأُفق كثيراً. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: نائرات
الأَحكام ومُنِيرات الإِسلام؛ النائرات الواضحات البينات، والمنيرات كذلك،
فالأُولى من نارَ، والثانية من أَنار، وأَنار لازمٌ ومُتَعَدٍّ؛ ومنه: ثم
أَنارها زيدُ بن ثابت. وأَنار المكانَ: وضع فيه النُّورَ. وقوله عز وجل: ومن
لم يجعل الله له نُوراً فما له من نُورٍ؛ قال الزجاج: معناه من لم يهده
الله للإِسلام لم يهتد. والمنار والمنارة: موضع النُّور. والمَنارَةُ:
الشَّمْعة ذات السراج. ابن سيده: والمَنارَةُ التي يوضع عليها السراج؛ قال
أَبو ذؤيب:
وكِلاهُما في كَفِّه يَزَنِيَّةٌ،
فيها سِنانٌ كالمَنارَةِ أَصْلَعُ
أَراد أَن يشبه السنان فلم يستقم له فأَوقع اللفظ على المنارة. وقوله
أَصلع يريد أَنه لا صَدَأَ عليه فهو يبرق، والجمع مَناوِرُ على القياس،
ومنائر مهموز، على غير قياس؛ قال ثعلب: إِنما ذلك لأَن العرب تشبه الحرف
بالحرف فشبهوا منارة وهي مَفْعَلة من النُّور، بفتح الميم، بفَعَالةٍ
فَكَسَّرُوها تكسيرها، كما قالوا أَمْكِنَة فيمن جعل مكاناً من الكَوْنِ، فعامل
الحرف الزائد معاملة الأَصلي، فصارت الميم عندهم في مكان كالقاف من
قَذَالٍ، قال: ومثله في كلام العرب كثير. قال: وأَما سيبويه فحمل ما هو من
هذا على الغلط. الجوهري: الجمع مَناوِر، بالواو، لأَنه من النور، ومن قال
منائر وهمز فقد شبه الأَصلي بالزائد كما قالوا مصائب وأَصله مصاوب.
والمَنار: العَلَم وما يوضع بين الشيئين من الحدود. وفي حديث النبي، صلى الله
عليه وسلم: لعن الله من غَيَّر مَنارَ الأَرض أَي أَعلامها. والمَنارُ:
عَلَم الطريق. وفي التهذيب: المنار العَلَمُ والحدّ بين الأَرضين.
والمَنار: جمع منارة، وهي العلامة تجعل بين الحدّين، ومَنار الحرم: أَعلامه التي
ضربها إِبراهيم الخليل، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، على أَقطار
الحرم ونواحيه وبها تعرف حدود الحَرَم من حدود الحِلِّ، والميم زائدة. قال:
ويحتمل معنى قوله لعن الله من غيَّر منار الأَرض، أَراد به منار الحرم،
ويجوز أَن يكون لعن من غير تخوم الأَرضين، وهو أَن يقتطع طائفة من أَرض
جاره أَو يحوّل الحدّ من مكانه. وروى شمر عن الأَصمعي: المَنار العَلَم
يجعل للطريق أَو الحدّ للأَرضين من طين أَو تراب. وفي الحديث عن أَبي هريرة،
رضي الله عنه: إِن للإِسلام صُوًى ومَناراً أَي علامات وشرائع يعرف بها.
والمَنارَةُ: التي يؤذن عليها، وهي المِئْذَنَةُ؛ وأَنشد:
لِعَكٍّ في مَناسِمها مَنارٌ،
إِلى عَدْنان، واضحةُ السَّبيل
والمَنارُ: مَحَجَّة الطريق، وقوله عز وجل: قد جاءَكم من الله نور وكتاب
مبين؛ قيل: النور ههنا هو سيدنا محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
أَي جاءكم نبي وكتاب. وقيل إِن موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، قال
وقد سئل عن شيء: سيأْتيكم النُّورُ. وقوله عز وجل: واتَّبِعُوا النُّورَ
الذي أُنزل معه؛ أَي اتبعوا الحق الذي بيانه في القلوب كبيان النور في
العيون. قال: والنور هو الذي يبين الأَشياء ويُرِي الأَبصار حقيقتها، قال:
فَمَثلُ ما أَتى به النبي، صلى الله عليه وسلم، في القلوب في بيانه وكشفه
الظلمات كمثل النور، ثم قال: يهدي الله لنوره من يشاء، يهدي به الله من
اتبع رضوانه. وفي حديث أَبي ذر، رضي الله عنه، قال له ابن شقيق: لو
رأَيتُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كنتُ أَسأَله: هل رأَيتَ ربك؟ فقال:
قد سأَلتُه فقال: نُورٌ أَنَّى أَرَاه أَي هو نور كيف أَراه. قال ابن
الأَثير: سئل أَحمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال: ما رأَيتُ مُنْكِراً له وما
أَدري ما وجهه. وقال ابن خزيمة: في القلب من صحة هذا الخبر شيء، فإِن ابن
شقيق لم يكن يثبت أَبا ذر، وقال بعض أَهل العلم: النُّورُ جسم وعَرَضٌ،
والباري تقدّس وتعالى ليس بجسم ولا عرض، وإِنما المِراد أَن حجابه النور،
قال: وكذا روي في حديث أَبي موسى، رضي الله عنه، والمعنى كيف أَراه
وحجابه النور أَي أَن النور يمنع من رؤيته. وفي حديث الدعاء: اللهمّ اجْعَلْ
في قلبي نُوراً وباقي أَعضائه؛ أَراد ضياء الحق وبيانه، كأَنه قال: اللهم
استعمل هذه الأَعضاء مني في الحق واجعل تصرفي وتقلبي فيها على سبيل
الصواب والخير.
قال أَبو العباس: سأَلت ابن الأَعرابي عن قوله: لا تَسْتَضِيئُوا بنار
المشركين، فقال:
النار ههنا الرَّأْيُ، أَي لا تُشاورُوهم، فجعل الرأْي مَثَلاً للضَّوءِ
عند الحَيْرَة، قال: وأَما حديثه الآخر أَنا بريء من كل مسلم مع مشرك،
فقيل: لم يا رسول الله؟ ثم قال: لا تَراءَى ناراهُما. قال: إِنه كره النزول
في جوار المشركين لأَنه لا عهد لهم ولا أَمان، ثم وكده فقال: لا تَراءَى
ناراهما أَي لا ينزل المسلم بالموضع الذي تقابل نارُه إِذا أَوقدها نارَ
مشرك لقرب منزل بعضهم من بعض، ولكنه ينزل مع المسلمين فإنهم يَدٌ على من
سواهم. قال ابن الأَثير: لا تراءَى ناراهما أَي لا يجتمعان بحيث تكون نار
أَحدهما تقابل نار الآخر، وقيل: هو من سمة الإِبل بالنار. وفي صفة
النبي، صلي الله عليه وسلم: أَنْوَرُ المُتَجَرَّدِ أَي نَيِّر الجسم. يقال
للحسَنِ المشرِق اللَّوْنِ: أَنْوَرُ، وهو أَفعلُ من النُّور. يقال: نار
فهو نَيِّر، وأَنار فهو مُنِيرٌ. والنار: معروفة أُنثى، وهي من الواو لأَن
تصغيرها نُوَيْرَةٌ. وفي التنزيل العزيز: أَن بُورِكَ من في النار ومن
حولها؛ قال الزجاج: جاءَ في التفسير أَن من في النار هنا نُور الله عز وجل،
ومن حولها قيل الملائكة وقيل نور الله أَيضاً. قال ابن سيده: وقد تُذَكَّرُ
النار؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد في ذلك:
فمن يأْتِنا يُلْمِمْ في دِيارِنا،
يَجِدْ أَثَراً دَعْساً وناراً تأَجَّجا
ورواية سيبويه: يجد حطباً جزلاً وناراً تأَججا؛ والجمع أَنْوُرٌ
(*
قوله« والجمع أنور» كذا بالأصل. وفي القاموس: والجمع أنوار. وقوله ونيرة كذا
بالأصل بهذا الضبط وصوبه شارح القاموس عن قوله ونيرة كقردة.) ونِيرانٌ،
انقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها، ونِيْرَةٌ ونُورٌ ونِيارٌ؛ الأَخيرة عن
أَبي حنيفة. وفي حديث شجر جهنم: فَتَعْلُوهم نارُ الأَنْيارِ؛ قال ابن
الأَثير: لم أَجده مشروحاً ولكن هكذا روي فإن صحت الرواية فيحتمل أَن يكون
معناه نارُ النِّيرانِ بجمع النار على أَنْيارٍ، وأَصلها أَنْوارٌ لأَنها
من الواو كما جاء في ريح وعيد أَرْياحٌ وأَعْيادٌ، وهما من الواو.
وتَنَوَّرَ النارَ: نظر إِليها أَو أَتاها. وتَنَوَّرَ الرجلَ: نظر إِليه عند
النار من حيث لا يراه. وتَنَوَّرْتُ النارَ من بعيد أَي تَبَصَّرْتُها.
وفي الحديث: الناسُ شُركاءُ في ثلاثة: الماءُ والكلأُ والنارُ؛ أَراد
ليس لصاحب النار أَن يمنع من أَراد أَن يستضيءَ منها أَو يقتبس، وقيل:
أَراد بالنار الحجارةَ التي تُورِي النار، أَي لا يمنع أَحد أَن يأْخذ منها.
وفي حديث الإِزار: وما كان أَسْفَلَ من ذلك فهو في النار؛ معناه أَن ما
دون الكعبين من قَدَمِ صاحب الإِزارِ المُسْبَلِ في النار عُقُوبَةً له
على فعله، وقيل: معناه أَن صنيعه ذلك وفِعْلَه في النار أَي أَنه معدود
محسوب من أَفعال أَهل النار. وفي الحديث: أَنه قال لعَشَرَةِ أَنْفُسٍ فيهم
سَمُرَةُ: آخِرُكُمْ يموت في النار؛ قال ابن الأَثير: فكان لا يكادُ
يَدْفَأُ فأَمر بِقِدْرٍ عظيمة فملئت ماء وأَوقد تحتها واتخذ فوقها مجلساً،
وكان يصعد بخارها فَيُدْفِئُه، فبينا هو كذلك خُسِفَتْ به فحصل في النار،
قال: فذلك الذي قال له، والله أَعلم. وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه:
العَجْماءُ جُبارٌ والنار جُبارٌ؛ قيل: هي النار التي يُوقِدُها الرجلُ في
ملكه فَتُطِيرها الريح إِلى مال غيره فيحترق ولا يَمْلِكُ رَدَّها فيكون
هَدَراً. قال ابن الأَثير: وقيل الحديث غَلِطَ فيه عبدُ الرزاق وقد تابعه
عبدُ الملك الصَّنْعانِيُّ، وقيل: هو تصحيف البئر، فإِن أَهل اليمن
يُمِيلُونَ النار فتنكسر النون، فسمعه بعضهم على الإِمالة فكتبه بالياء،
فَقَرؤُوه مصفحاً بالياء، والبئر هي التي يحفرها الرجل في ملكه أَو في موات
فيقع فيها إِنسان فيهلك فهو هَدَرٌ؛ قال الخطابي: لم أَزل أَسمع أَصحاب
الحديث يقولون غلط فيه عبد الرزاق حتى وجدته لأَبي داود من طريق أُخرى. وفي
الحديث: فإِن تحت البحر ناراً وتحت النار بحراً؛ قال ابن الأَثير: هذا
تفخيم لأَمر البحر وتعظيم لشأْنه وإِن الآفة تُسْرِع إِلى راكبه في غالب
الأَمر كما يسرع الهلاك من النار لمن لابسها ودنا منها. والنارُ:
السِّمَةُ، والجمع كالجمع، وهي النُّورَةُ. ونُرْتُ البعير: جعلت عليه ناراً. وما
به نُورَةٌ أَي وَسْمٌ. الأَصمعي: وكلُّ وسْمٍ بِمِكْوًى، فهو نار، وما
كان بغير مِكْوًى، فهو حَرْقٌ وقَرْعٌ وقَرمٌ وحَزٌّ وزَنْمٌ. قال أَبو
منصور: والعرب تقول: ما نارُ هذه الناقة أَي ما سِمَتُها، سميت ناراً
لأَنها بالنار تُوسَمُ؛ وقال الراجز:
حتى سَقَوْا آبالَهُمْ بالنارِ،
والنارُ قد تَشْفي من الأُوارِ
أَي سقوا إِبلهم بالسِّمَة، أَي إِذا نظروا في سِمَةِ صاحبه عرف صاحبه
فَسُقِيَ وقُدِّم على غيره لشرف أَرباب تلك السمة وخلَّوا لها الماءَ. ومن
أَمثالهم: نِجارُها نارُها أَي سمتها تدل على نِجارِها يعني الإِبل؛ قال
الراجز يصف إِبلاً سمتها مختلفة:
نِجارُ كلِّ إِبلٍ نِجارُها،
ونارُ إِبْلِ العالمين نارُها
يقول: اختلفت سماتها لأَن أَربابها من قبائل شتى فأُغِيرَ على سَرْح كل
قبيلة واجتمعت عند من أَغار عليها سِماتُ تلك القبائل كلها. وفي حديث
صعصة ابن ناجية جد الفرزدق: وما ناراهما أَي ما سِمَتُهما التي وُسِمَتا بها
يعني ناقتيه الضَّالَّتَيْنِ، والسِّمَةُ: العلامة.ونارُ المُهَوِّل:
نارٌ كانت للعرب في الجاهلية يوقدونها عند التحالف ويطرحون فيها ملحاً
يَفْقَعُ، يُهَوِّلُون بذلك تأْكيداً للحلف. والعرب تدعو على العدوّ فتقول:
أَبعد الله داره وأَوقد ناراً إِثره قال ابن الأَعرابي: قالت العُقَيْلية:
كان الرجل إِذا خفنا شره فتحوّل عنا أَوقدنا خلفه ناراً، قال فقلت لها:
ولم ذلك؟ قالت: ليتحَوّلَ ضبعهم معهم أَي شرُّهم؛ قال الشاعر:
وجَمَّة أَقْوام حَمَلْتُ، ولم أَكن
كَمُوقِد نارٍ إِثْرَهُمْ للتَّنَدُّم
الجمة: قوم تَحَمَّلوا حَمالَةً فطافوا بالقبائل يسأَلون فيها؛ فأَخبر
أَنه حَمَلَ من الجمة ما تحملوا من الديات، قال: ولم أَندم حين ارتحلوا
عني فأُوقد على أَثرهم. ونار الحُباحِبِ: قد مر تفسيرها في موضعه.
والنَّوْرُ والنَّوْرَةُ، جميعاً: الزَّهْر، وقيل: النَّوْرُ الأَبيض
والزهر الأَصفر وذلك أَنه يبيضُّ ثم يصفر، وجمع النَّوْر أَنوارٌ.
والنُّوّارُ، بالضم والتشديد: كالنَّوْرِ، واحدته نُوَّارَةٌ، وقد نَوَّرَ الشجرُ
والنبات. الليث: النَّوْرُ نَوْرُ الشجر، والفعل التَّنْوِيرُ،
وتَنْوِير الشجرة إِزهارها. وفي حديث خزيمة: لما نزل تحت الشجرة أَنْوَرَتْ أَي
حسنت خضرتها، من الإِنارة، وقيل: إِنها أَطْلَعَتْ نَوْرَها، وهو زهرها.
يقال: نَوَّرَتِ الشجرةُ وأَنارَتْ، فأَما أَنورت فعلى الأَصل؛ وقد سَمَّى
خِنْدِفُ بنُ زيادٍ الزبيريُّ إِدراك الزرع تَنْوِيراً فقال:
سامى طعامَ الحَيِّ حتى نَوَّرَا
وجَمَعَه عَدِيّ بن زيد فقال:
وذي تَناوِيرَ مَمْعُونٍ، له صَبَحٌ
يَغْذُو أَوَابِدَ قد أَفْلَيْنَ أَمْهارَا
والنُّورُ: حُسْنُ النبات وطوله، وجمعه نِوَرَةٌ. ونَوَّرَتِ الشجرة
وأَنارت أَيضاً أَي أَخرجت نَوْرَها. وأَنار النبتُ وأَنْوَرَ: ظَهَرَ
وحَسُنَ. والأَنْوَرُ: الظاهر الحُسْنِ؛ ومنه صفته، صلي الله عليه وسلم: كان
أَنْوَرَ المُتَجَرَّدِ.
والنُّورَةُ: الهِناءُ. التهذيب: والنُّورَةُ من الحجر الذي يحرق
ويُسَوَّى منه الكِلْسُ ويحلق به شعر العانة. قال أَبو العباس: يقال انْتَوَرَ
الرجلُ وانْتارَ من النُّورَةِ، قال: ولا يقال تَنَوَّرَ إِلا عند إِبصار
النار. قال ابن سيده: وقد انْتارَ الرجل وتَنَوَّرَ تَطَلَّى
بالنُّورَة، قال: حكى الأَوّل ثعلب، وقال الشاعر:
أَجِدَّكُما لم تَعْلَما أَنَّ جارَنا
أَبا الحِسْلِ، بالصَّحْراءِ، لا يَتَنَوَّرُ
التهذيب: وتأْمُرُ من النُّورةِ فتقول: انْتَوِرْ يا زيدُ وانْتَرْ كما
تقول اقْتَوِلْ واقْتَلْ؛ وقال الشاعر في تَنَوّر النار:
فَتَنَوَّرْتُ نارَها من بَعِيد
بِخَزازَى* ؛ هَيْهاتَ مِنك الصَّلاءُ
(* قوله« بخزازى» بخاء معجمة فزايين معجمتين: جبل بين منعج وعاقل،
والبيت للحرث بن حلزة كما في ياقوت)
قال: ومنه قول ابن مقبل:
كَرَبَتْ حياةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ
والنَّوُورُ: النَّيلَجُ، وهو دخان الشحم يعالَجُ به الوَشْمُ ويحشى به
حتى يَخْضَرَّ، ولك أَن تقلب الواو المضمومة همزة. وقد نَوَّرَ ذراعه
إِذا غَرَزَها بإِبرة ثم ذَرَّ عليها النَّؤُورَ.
والنَّؤُورُ: حصاة مثل الإِثْمِدِ تُدَقُّ فَتُسَفُّها اللِّثَةُ أَي
تُقْمَحُها، من قولك: سَفِفْتُ الدواء. وكان نساءُ الجاهلية يَتَّشِمْنَ
بالنَّؤُور؛ ومنه وقول بشر:
كما وُشِمَ الرَّواهِشُ بالنَّؤُورِ
وقال الليث: النَّؤُور دُخان الفتيلة يتخذ كحلاً أَو وَشْماً؛ قال أَبو
منصور: أما الكحل فما سمعت أَن نساء العرب اكتحلن بالنَّؤُورِ، وأَما
الوشم به فقد جاء في أَشعارهم؛ قال لبيد:
أَو رَجْع واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها
كِفَفاً، تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشامُها
التهذيب: والنَّؤُورُ دخان الشحم الذي يلتزق بالطَّسْتِ وهو الغُنْجُ
أَيضاً. والنَّؤُورُ والنَّوَارُ: المرأَة النَّفُور من الريبة، والجمع
نُورٌ. غيره: النُّورُ جمع نَوارٍ، وهي النُّفَّرُ من الظباء والوحش وغيرها؛
قال مُضَرِّسٌ الأَسديُّ وذكر الظباء وأَنها كَنَسَتْ في شدّة الحر:
تَدَلَّتْ عليها الشمسُ حتى كأَنها،
من الحرِّ، تَرْمي بالسَّكِينَةِ نُورَها
وقد نارتْ تَنُورُ نَوْراً ونَواراً ونِواراً؛ ونسوةٌ نُورٌ أَي نُفَّرٌ
من الرِّيبَةِ، وهو فُعُلٌ، مثل قَذالٍ وقُذُلٍ إِلا أَنهم كرهوا الضمة
على الواو لأَن الواحدة نَوارٌ وهي الفَرُورُ، ومنه سميت المرأَة؛ وقال
العجاج:
يَخْلِطْنَ بالتَّأَنُّسِ النَّوارا
الجوهري: نُرْتُ من الشيء أَنُورُ نَوْراً ونِواراً، بكسر النون؛ قال
مالك بن زُغْبَةَ الباهلي يخاطب امرأَة:
أَنَوْراً سَرْعَ ماذا يا فَرُوقُ،
وحَبْلُ الوَصْلِ مُنْتَكِثٌ حَذِيقُ
أَراد أَنِفاراً يا فَرُوقُ، وقوله سَرْعَ ماذا: أَراد سَرُعَ فخفف؛ قال
ابن بري في قوله:
أَنوراً سرع ماذا يا فروق
قال: الشعر لأَبي شقيق الباهلي واسمه جَزْءُ بن رَباح، قال: وقيل هو
لزغبة الباهلي، قال: وقوله أَنوراً بمعنى أَنِفاراً سَرُعَ ذا يا فروق أَي
ما أَسرعه، وذا فاعل سَرُعَ وأَسكنه للوزن، وما زائدة. والبين ههنا:
الوصل، ومنه قوله تعالى: لقد تَقَطَّعَ بَيْنُكُم؛ أَي وصْلُكم، قال: ويروى
وحبل البين منتكث؛ ومنتكث: منتقض. وحذيق: مقطوع؛ وبعده:
أَلا زَعَمَتْ علاقَةُ أَنَّ سَيْفي
يُفَلِّلُ غَرْبَه الرأْسُ الحَليقُ؟
وعلاقة: اسم محبوبته؛ يقول: أَزعمت أَن سيفي ليس بقاطع وأَن الحليف يفلل
غربه؟ وامرأَة نَوارٌ: نافرة عن الشر والقبيح. والنَوارُ: المصدر،
والنِّوارُ: الاسم، وقيل: النِّوارُ النِّفارُ من أَي شيء كان؛ وقد نارها
ونَوَّرها واستنارها؛ قال ساعدة بن جؤية يصف ظبية:
بِوادٍ حَرامٍ لم يَرُعْها حِبالُه،
ولا قانِصٌ ذو أَسْهُمٍ يَسْتَنِيرُها
وبقرة نَوَارٌ: تنفر من الفحل. وفي صفة ناقة صالح، على نبينا وعليه
الصلاة والسلام: هي أَنور من أَن تُحْلَبَ أَي أَنْفَرُ. والنَّوَار:
النِّفارُ. ونُرْتُه وأَنرْتُه: نَفَّرْتُه. وفرس وَدِيق نَوارٌ إِذا
استَوْدَقَت، وهي تريد الفحل، وفي ذلك منها ضَعْفٌ تَرْهَب صَوْلَةَ
الناكح.ويقال: بينهم نائِرَةٌ أَي عداوة وشَحْناء. وفي الحديث: كانت بينهم
نائرة أَي فتنة حادثة وعداوة. ونارُ الحرب ونائِرَتُها: شَرُّها وهَيْجها.
ونُرْتُ الرجلَ: أَفْزَعْتُه ونَفَّرْتُه؛ قال:
إِذا هُمُ نارُوا، وإِن هُمْ أَقْبَلُوا،
أَقْبَلَ مِمْساحٌ أَرِيبٌ مِفْضَلُ
ونار القومُ وتَنَوَّرُوا انهزموا. واسْتَنارَ عليه: ظَفِرَ به وغلبه؛
ومنه قول الأَعشى:
فأَدْرَكُوا بعضَ ما أَضاعُوا،
وقابَلَ القومُ فاسْتَنارُوا
ونُورَةُ: اسم امرأَة سَحَّارَة؛ ومنه قيل: هو يُنَوِّرُ عليه أَي
يُخَيِّلُ، وليس بعربيّ صحيح. الأَزهري: يقال فلان يُنَوِّرُ على فلان إِذا
شَبَّهَ عليه أَمراً، قال: وليست هذه الكلمة عربية، وأَصلها أَن امرأَة
كانت تسمى نُورَةَ وكانت ساحرة فقيل لمن فعل فعلها: قد نَوَّرَ فهو
مُنَوِّرٌ.
قال زيد بن كُثْوَةَ: عَلِقَ رجلٌ امرأَة فكان يَتَنَوَّرُها بالليل،
والتَّنَوُّرُ مثل التَّضَوُّء، فقيل لها: إِن فلاناً يَتَنَوَّرُكِ،
لتحذره فلا يرى منها إِلا حَسَناً، فلما سمعت ذلك رفعت مُقَدَّمَ ثوبها ثم
قابلته وقالت: يا مُتَنَوِّراً هاه فلما سمع مقالتها وأَبصر ما فعلت قال:
فبئسما أَرى هاه وانصرفت نفسه عنها، فصيرت مثلاً لكل من لا يتقي قبيحاً
ولا يَرْعَوي لحَسَنٍ. ابن سيده: وأَما قول سيبويه في باب الإِمالة ابن
نُور فقد يجوز أَن يكون اسماً سمي بالنور الذي هو الضوء أَو بالنُّورِ الذي
هو جمع نَوارٍ، وقد يجوز أَن يكون اسماً صاغه لتَسُوغَ فيه الإِمالة
فإِنه قد يَصوغ أَشياء فَتَسوغ فيها الإِمالة ويَصُوغ أَشياءَ أُخَرَ لتمتنع
فيها الإِمالة. وحكى ابن جني فيه: ابن بُور، بالباء، كأَنه من قوله
تعالى: وكنتم قوماً بُوراً، وقد تقدم. ومَنْوَرٌ: اسم موضع صَحَّتْ فيه
الواوُ صِحَّتَها في مَكْوَرَةَ للعلمية؛ قال بشر بن أَبي خازم:
أَلَيْلى على شَحْطِ المَزارِ تَذَكَّرُ؟
ومن دونِ لَيْلى ذو بِحارٍ ومَنْوَرُ
قال الجوهري: وقول بشر:
ومن دون ليلى ذو بحار ومنور
قال: هما جبلان في ظَهْر حَرَّةِ بني سليم. وذو المَنار: ملك من ملوك
اليمن واسمه أَبْرَهَةُ بن الحرث الرايش، وإِنما قيل له ذو المنار لأَنه
أَوّل من ضرب المنارَ على طريقه في مغازيه ليهتدي بها إِذا رجع. |
- النور: الضوء المنتشر الذي يعين على الإبصار، وذلك ضربان دنيوي، وأخروي، فالدنيوي ضربان: ضرب معقول بعين البصيرة، وهو ما انتشر من الأمور الإلهية كنور العقل ونور القرآن. ومحسوس بعين البصر، وهو ما انتشر من الأجسام النيرة كالقمرين والنجوم والنيرات.
فمن النور الإلهي قوله تعالى: (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين( [المائدة/15]، وقال: (وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها( [الأنعام/122]، وقال: (ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا( [الشورى/52] وقال: (أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه( [الزمر/22]، وقال: (نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء( [النور/35]، ومن المحسوس الذي بعين البصر نحو قوله: (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا( [يونس/5] وتخصيص الشمس بالضوء، والقمر بالنور من حيث إن الضوء أخص من النور، قال: (وقمرا منيرا( [الفرقان/61] أي: ذا نور.
ومما هو عام فيهما قوله: (وجعل الظلمات والنور( [الأنعام/1]، وقوله: (ويجعل لكم نورا تمشون به( [الحديد/28]، (وأشرقت الأرض بنور ربها( [الزمر/69] ومن النور الأخروي قوله: (ويسعى نورهم بين أيديهم( [الحديد/12]، (والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا( [التحريم/8] (انظرونا نقتبس من نوركم( [الحديد/13]، (فالتمسوا نورا( [الحديد/13]، ويقال: أنار الله كذا، ونوره، وسمى الله تعالى نفسه نورا من حيث إنه هو المنور، قال: (الله نور السموات والأرض( [النور/35] وتسميته تعالى بذلك لمبالغة فعله. والنار تقال للهيب الذي يبدو للحاسة، قال: (أفرأيتم النار التي تورون( [الواقعة/71]، وقال: (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا( [البقرة/17]، وللحرارة المجردة، ولنار جهنم المذكورة في قوله: (النار وعدها الله الذين كفروا( [الحج/72]، (وقودها الناس والحجارة( [البقرة/24]، (نار الله الموقدة( [الهمزة/6] وقد ذكر ذلك في غير موضع.
ولنار الحرب المذكورة في قوله: (كلما أوقدوا نارا للحرب( [المائدة/64]، وقال بعضهم: النار والنور من أصل واحد، وكثيرا ما يتلازمان لكن النار متاع للمقوين في الدنيا، والنور متاع لهم في الآخرة، ولأجل ذلك استعمل في النور الاقتباس، فقال: (نقتبس من نوركم( [الحديد/13] وتنورت نارا: أبصرتها، والمنارة (انظر العين 8/276) : مفعله من النور، أو من النار كمنارة السراج، أو ما يؤذن عليه، ومنار الأرض: أعلامها، والنوار: النفور من الريبة، وقد نارت المرأة تنور نورا ونوارا، ونور الشجر ونواره تشبيها بالنور، والنور: ما يتخذ للوشم. يقال: نورت المرأة يدها، وتسميته بذلك لكونه مظهرا لنور العضو. |
قوله تعالى: الله نور السماوات و الأرض [35/24] أي مدبر أمرهما بحكمة بالغة، أو منورهما يعني كل شيء استضاء بهما.
و عنه ع معناه هاد لأهل السماء و هاد لأهل الأرضو النور: كيفية ظاهرة بنفسها مظهرة لغيرها، و الضياء أقوى منه و أتم، و لذلك أضيف للشمس، و قد يفرق بينهما بأن الضياء ضوء ذاتي و النور ضوء عارضي.
قوله تعالى: و من لم يجعل الله له نورا فما له من نور [40/24] قال المفسر: أي من لم يجعل الله له نورا بتوفيقه و لطفه فهو في ظلمة الباطل لا نور له.
قوله: و يجعل لكم نورا تمشون به في الناس [28/58] يعني إماما تأتمون به - عن الباقر ع.
و عنه في قوله: فآمنوا بالله و رسوله و النور الذي أنزلنا[8/64] قال: النور و الله الأئمة، و هم الذين ينورون في قلوب المؤمنين، و يحجب الله نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم.
قوله: مثل نوره كمشكوة [35/24] الآية.
ذهب أكثر المفسرين إلى أنه نبينا محمد ص، فكأنه قال مثل محمد ص و هو المشكاة، و المصباح قلبه، و الزجاجة صدره شبهه بالكوكب الدري ثم رجع إلى قلبه المشبه بالمصباح، فقال يوقد هذا المصباح من شجرة مباركة يعني إبراهيم ع، لأن أكثر الأنبياء من صلبه أو شجرة الوحي لا شرقية و لا غربية، أي لا نصرانية و لا يهودية لأن النصارى يصلون إلى المشرق و اليهود إلى المغرب، يكاد أعلام النبوة تشهد له قبل أن يدعو إليها.
و عن الباقر ع قوله كمشكوة فيها مصباح هو نور العلم في صدر النبي ص، و الزجاجة صدر علي ع علمه النبي ص فصار صدره كزجاجة يكاد زيتها يضيء، و لو لم تمسه نار يكاد العلم من آل محمد ص يتكلم العلم قبل أن يسأل، نور على نور أي إمام مؤيد بالعلم و الحكمة في أثر إمام من آل محمد ص، و ذلك من لدن آدم إلى وقت قيام الساعة هم خلفاء الله في أرضه و حجة الله على خلقه، لا تخلو الأرض في كل عصر من واحد منهمو في الدعاء أنت نور السماوات و الأرضأي منورهما، أي كل شيء استنار منهما و استضاء فبقدرتك و بجودك و أضاف النور إلى السماوات و الأرض للدلالة على سعة إشراقه و فشو إضاءته، و عليه فسر الله نور السماوات و الأرض و النور: الضياء، و هو خلاف الظلمة و سمي النبي ص نورا للدلالات الواضحة التي لاحت منه للبصائر، و سمي القرآن نورا للمعاني التي تخرج الناس من ظلمات الكفر، و يمكن أن يقال سمى نفسه تعالى نورا لما اختص به من إشراق الجلال و سبحات العظم التي تضمحل الأنوار دونها، و على هذا لا حاجة إلى التأويل، و جمع النور أنوار.
و التنوير: الإنارة.
و أحيها إلى النور أي إلى الصباح.
و التنوير: الإسفار.
و تنوير الشجرة: إزهارها.
و نورت الشجرة و أنارت: أي أخرجت نورها.
و نورت المصباح تنويرا: أزهرته.
و نورت بصلاة الفجر: صليتها في النور.
و النار مؤنثة بدليل نويرة، و الجمع نيران.
و منه حديث الصلاة قوموا إلى نيرانيكم التي أوقدتموها على ظهوركم فأطفئوها بالصلاةالمراد بالنيران على قول أهل النظر هي الأعمال القبيحة التي هي سبب لحصول العقاب بالنار، فأطلق اسم النار عليها مجازا من باب تسمية السبب باسم المسبب، و إطفاؤها عبارة عن تكفيرها بالطاعة.
و أما على قول أهل الباطن فالنيران هي حقيقتها من حيث أن العمل الحاصل بصورته الظاهرة صورته الحقيقية المعنوية نارا أو جنة، لا أنهما لا يدركان إلا بعد المفارقة.
و مثله قوله: إنما يأكلون في بطونهم نارا [10/4].
و في الحديث كما قيل دلالة على أن الأعمال الصالحة مكفرة للأعمال السيئة، و هو موافق لمذهب المعتزلة القائلين بالإحباط و التكفير، و أما على مذهب أهل الموافاة فيشترط التكفير بها، و جاز توقفه على شرط فتسمية الإطفاء إطفاء باعتبار ما يئول إليه عند حصول شرطه، تسمية للعلة عند صلاحيتها للتأثير لانضمام ما يكون متمما لها.
و النائرة: العداوة، و منه بينهم نائرة أي شحناء و عداوة.
و منه الحديث أطفئوا نائرة الضغائن باللحم و الثريدو إطفاء النائرة: عبارة عن تسكين الفتنة، و هي فاعلة من النار.
و في الحديث تكرر ذكر النورة بضم النون، و هي حجر الكلس، ثم غلبت على اختلاط يضاف إلى الكلس من زرنيخ و غيره تستعمل لإزالة الشعر.
و قوله ع أعطاك من جراب النورة لا من العين الصافيةعلى الاستعارة، و الأصل فيه أنه سأل سائل محتاج من حاكم قسي القلب شيئا فعلق على رأسه جراب نورة عند فمه و أنفه كلما تنفس دخل في أنفه منها شيء، فصار مثلا يضرب لكل مكروه غير مرضي.
و تنور الرجل: تطلى بالنورة.
و المنار بفتح الميم: علم الطريق.
و المنار: الموضع المرتفع الذي يوقد في أعلاه النار.
و في حديث وصف الأئمة جعلتهم أعلاما لعبادك و منارا في بلادكأي هداة يهتدى بهم.
و مثله في وصف إمام يرفع له في كل بلدة منار ينظر منه إلى أعمال العبادو في حديث يونس ع قد كثر ذكر العمود فقال لي: يا يونس ما تراه أ تراه عمودا من حديد؟ قلت: لا أدري.
قال: لكنه ملك موكل بكل بلدة يرفع الله به أعمال تلك البلدةو ذو المنار ملك من ملوك اليمن، و اسمه أبرهة بن الحرث الرائش، و إنما قيل له ذو المنار لأنه أول من ضرب المنار على طريقه في مغازيه ليهتدي بها إذا رجع و المنارة: التي يؤذن عليها. |
*في أسماء اللَّه تعالى (النُّور) هو الذي يُبْصِرُ بنوره ذو العَماية، ويَرْشُد بهُداه ذُو الغَوَاية.
وقيل: هو الظاهر الذي به كلُّ ظُهورٍ.
فالظاهر في نفسِه المُظْهِر لغيره يُسَمَّى نُورا.
- وفي حديث أبي ذر ( قال له ابنُ شقيق: لو رأيتُ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كنتُ أسأله: هل رأيتَ ربَّك؟ فقال: قد سألته، فقال: نورٌ أنَّى أَراه؟) أي هو نُورٌ كَيْف أراهُ (انظر النووي على مسلم (باب ما جاء في رؤية اللَّه عز وجل، من كتاب الإيمان) 3/12)سُئلَ أحمد بنُ حنبل عن هذا الحديث فقال: ما زِلْتُ (في اللسان: (ما رأيت)) مُنْكِراً له، وما أدري ما وجْهُه وقال ابن خُزيمة: في القلب من صِحَّة هذا الخَبر شيء، فإنَّ ابن شقيق لم يكن يُثْبتُ أبا ذر.
وقال بعض أهل العلم: النُّورُ جسْمٌ وعَرَض، والبَارِي جلَّ وعزَّ ليس بجسْم ولا عَرض، وإنما المراد أن حِجابه النُّور.
وكذا رُوي في حديث أبي موسى.
والمعنى: كيف أراه وحِجابُه النُّور: أي إن النُّور يمنع من رؤيته.
- وفي حديث الدعاء (اللهم اجعل في قلبي نُوُرا) وباقي أعضائه (انظر صحيح مسلم (باب الدعاء في صلاة الليل، من كتاب صلاة المسافرين وقصرها) ص 530) أراد ضِياءُ الحقّ وبيَانَهِ، كأنه قال: اللهمَّ استعمِل هذه الأعضاءَ منّي في الحقّ، واجعل تَصَرُّفي وتَقَلُّبي فيها على سبيل الصواب والخير.
(ه) وفي صفته صلى اللَّه عليه وسلم (أنْوَر المُتَجرَّد) أي نَيِّر لَوْنِ الجسم.
يقال للحَسن المُشْرق اللَّون: أنْورُ، وهو أفعل من النور.
يقال: نارَ فهو نَيِّر، وأنار فهو مُنِير.
- وفي حديث مواقيت الصلاة (أنه نُوَّر بالفجر) أي صلاها وقد استنار الأُفُق كثيرا.
(ه) وفي حديث عليّ (نائرات الأحكام، ومُنيرات الإسلام) النائراتُ: الواضحات البيِّنات، والمُنِيراتُ كذلك.
فالأولى مِن نارَ، والثانية من أنارَ وأنارَ لازِم ومُتَعَدّ.
(ه) ومنه الحديث (فَرض عُمرُ للجَدّ ثم أنارَها زيدُ بنُ ثابت) أي أوضَحها وبَيَّنها.
(ه) وفيه ( لا تَسْتَضيئوا بنارِ المُشْركين) أراد بالنار ها هنا (هذا شرح ابن الأعرابي، كما ذكر الهروي) الرأي: أي لا تُشاورُوهم.
فجعل الرأي مَثَلا للضَّوء عند الحَيْرة.
(ه) وفيه (أنا بريءٌ من كل مُسْلِم مع مُشْرِك، قيل: لِمَ يا رسولَ اللَّه؟ قال: لا تَراأى نارَهُما) أي لا تَجْتَمعان بحيث تكون نارُ أحدِهما مُقابِل نارِ الآخر.
وقيل: هو من سِمَة الإبل بالنار.
وقد تقدّم مشروحا في حرف الراء.
(ه) ومنه حديث صَعْصَعة بن ناجية جدِّ الفرزدق (قال: وما ناراهُما في الهروي، والفائق 3/133: (وما نارُهما)؟) أي ما سِمَتُهما التي وُسِمتا بها، يعني نَاقَتَيْه الضالَّتَين، فسمِّيت السِّمةُ نارا لأنها تُكْوا بالنار، والسِّمة: العلامة.
(س) وفيه (الناسُ شركاءُ في ثلاثة: الماء والكَلأ والنار) أراد: ليس لصاحب النار أن يَمْنَع من أراد أن يَسْتَضيءَ منها أو يَقْتَبس.
وقيل: أراد بالنار الحِجارة التي تُورِي النارَ: أي لا يُمنَع أحدٌ أن يأخذَ منها.
- وفي حديث الإزار (وما كان أسْفَلَ من ذلك فهو في النار) معناه أنَّ ما دون الكَعْبين من قَدَمِ صاحب الإزارِ المُسْبَل في النارِ، عُقوبةً له على فعله.
وقيل: معناه أنّ صَنيعه ذلك وفعلَه في النار: أي أنه معدودٌ مَحْسوب من أفعال أهل النار.
- وفيه (أنه قال لِعَشرة أنفُس فيهم سَمُرة: آخِركم يموت في النار) فكان سَمُرة آخَر العشرةِ موتاً .
قيل: إنّ سَمُرة أصابه كُزَازٌ شديد، فكان لا يكادُ يَدْفأ، فأمر بقِدْرِ عظيمة فملئت ماء، وأوقَدَ تَحْتَها، واتَّخذ فوقَها مَجْلِساً، وكان يَصْعَدُ إليه بُخارُها فُيدْفِئُه، فبينا هو كذلك خُسِفَت به فحصل في النار، فذلك الذي قال له.
واللَّه أعلم.
(س) وفي حديث أبي هريرة ( العَحْماءُ جُبَار، والنارُ حُبَار) قل: هي النار يُوقِدُها الرجُل في مِلْكه، فَتُطَيِّرها الريحُ إلى مال غيره فَيَحْترِق ولا يَملُك رَدّها، فتكون هَدَراً.
وقيل: الحديث غَلطَ فيه عبدُ الرزّاق، وقد تابَعَه عبدُ الملك الصَّنْعاني.
وقيل: هو تصحيف (البِئر) فإنَّ أهل اليمن يُمِيلون النار فَتَنْكسِر النونُ فسمعه بعضُهم على الإمالة فكتَبه بالياء فقرأوه مُصَحَّفاً بالباء.
والبئرُ هي التي يَحْفرها الرجُل في مِلْكه أو في مَواتٍ، فيقع فيها إنسانٌ فيَهْلِك، فهو هَدَرٌ.
قال الخطابي: لم أزل أسمع أصحاب الحديث يقولون: غَلِط فيه عبد الرزّاق حتى وجَدْتُه لأبي داود (انظر سنن أبي داود (باب في الدابة تنفح برجلها، من كتاب الديات) 2/167) من طريق أخرى.
- وفيه (فإنّ تحت البَحْر نارا وتحت النارِ بحرا) هذا تفخيمٌ لأمر البحر وتعظيم لشأنه، وأنَّ الآفَةَ تُسْرِع إلى راكِبه في غالب الأمر، كما يُسْرِع الهلاكُ من النار لمَن لابَسها ودَنا منها- وفي حديث سجن جهنم (فَتعلُوهم نارُ الأنيار) لم أجدْه مَشْروحا، ولكن هكذا يُرْوَى، فإن صحَّت الرواية فيحتَمِل أن يكون معناه نار النِّيران، فجمع النارَ على أنيار، وأصلُها: أنوار، لأنها من الواو كما جاء في ريح وعِيد: أرياحٌ وأعيادٌ، من الواو.
واللَّه أعلم.
(س) وفيه (كانت بينَهم نائرة) أي فتْنةٌ حادِثه وعَداوة.
ونارُ الحرب ونائِرتُها: شرُّها وهَيْجُها.
(س) وفي صفة ناقة صالح عليه السلام (هي أنْورُ من أَن تُحْلَبَ) أي أنْفَرُ.
والنَّوارُ: النِّفَارُ.
ونُرْتُه وأنَرْتُه: نَفَّرتُه.
وامرأةٌ نَوارٌ: نافِرةٌ عن الشَّرّ والقبيح.
(ه) وفي حديث خُزَيمة (لمَّا نَزل تحت الشجرة أنْوَرت) أي حَسُنت خُضْرَتُها، من الإنارة.
وقيل: إنها أطْلَعَت نَوْرَها، وهو زَهْرُها.
يقال: نَوّرت الشجرةُ وأنارَت.
فأمّا أنْوَرتْ فعلى الأصل.
(ه) وفيه (لعَن اللَّهُ مَن غَيَّرَ مَنَارَ الأرض) المَنار: جمع مَنارة، وهي العلامة تُجْعل بين الحدَّين.
ومَنار الحَرم: أعلامُه التي ضَرَبَها الخليلُ عليه السلام على أقطارِه ونواحيه.
والميم زائدةٌ.
- ومنه حديث أبي هريرة (إنّ للإسلامِ صُوىً ومَناراً) أي علاماتٍ وشرائعَ يُعْرَفُ بها. |
روشن فکرکردن , روشن کردن , تعليم دادن |
|